(قم يا بني واسمع هذه الحروف مترعات بالدماء والدموع فاترع) ٭ هذا وطن لا يعرف الإنكسار، ولا التهاون، ولا الخذلان، تجري دماء بنيه نهراً وساقيةً ومتراساً وساريةً، فوق هام الريح، كل الأغاني في قلوب الفتية الأبناء، تفتح صدرها لمواسم الشهداء. ٭ هذا وطن يتحدث لغة، تفهمها الخيل، تخبئها في الأشجار، لتستخدمها (عند اللزوم).. هذا وطن يثقل سحبه وقت يشاء، ويتقن رد الصاع صاعين.. ٭ هذا وطن على عينيه هالات من (الحُمرة).. وفي رئتيه فنجان من الصبر، وتحت ذراعه الكراس والطورية والمدفع.. هذا شعب لا يقهر، ولا يقبل (الحقارة).. ٭ بالأمس، خرجت الجموع هادرةً، نساءً ورجالاً، شيوخاً وأطفالاً، تعبيراً عن فرحة صادقة، وقيمة وطنية عالية، ونخوة بلا سقف. ٭ الأطفال تحديداً كانوا بالأمس، أكثرنا فرحاً، وهم يبتهجون، داخل القيادة العامة للقوات المسلحة، بالنصر المؤزر وعودة هجليج.. ٭ رأيتهم، بأم عيني، يتراقصون، ويعرضون ويبشرون، ويهتفون، هتافات صافية وصادقة، من حناجر صافية وصادقة، شقت عنان السماء. ٭ ملائكة السماء والأرض معاً: (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك). ٭ والشعب والجيش معاً: (جدودنا زمان وصونا على الوطن)، (واللي يرش بلدنا باللبن، نرشه بالدم). ٭ والقائد والشعب معاً: (كلنا فداك أيها الوطن الجميل) وكلنا خلف قائدنا من أجلك أيها الوطن الجميل. ٭ وما حدث من تلاحم أمس يؤكد أن السودان بخير، وأبناءه بنيان مرصوص، وأنه قادر على إكمال المسيرة خلف الرئيس البشير، بقلب رجل واحد، وخطى ثابتة، وإيمان لا يتزعزع. ٭ وبالأمس، قدمت، الإنقاذ، بيمينها صفحة من كتابها، الموشى ببذل الروح، والتضحيات، وجدد الشعب للرئيس البيعة، وأقسم قسم الولاء. ٭ بالأمس، جدد أبناء الشعب السوداني مكانهم، تحت الشمس، (عنوة واقتداراً)، وحجزوا مواقعهم في سجل البطولات وصفحات التاريخ. ٭ أبناء السودان، لم يحرروا هجليج بالشكوى والدموع، بل بالروح والدماء والدعاء، وهذا ما جعل الفرحة أكبر، والقضية أسمى من أن ينالها إملاء أو شرط، أو مهادنة، فالسيادة والكرامة، والنخوة ، لا تعرف التنازلات، وتنظر للجزرة والعصا، بعين الاستخفاف. ٭ أبناء الشعب، كانوا، كعهد التاريخ بهم، صموداً وجسارة، وبهاءً ونضارةً.. ومعركةً وانتصاراً.. وفرحةً.. نابعة من كل قلبي يا بلادي..