تسارعت وتيرة الاضطرابات في أروقة القيادة العسكرية للجيش الشعبي والأجهزة السياسية لحكومة الجنوب، وشهدت العاصمة الجنوبية«جوبا» أمس (الخميس)، اجتماعاً عاصفاً لقيادات الجيش الشعبي ترأسه رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت فور عودته من بكين، على خلفية التوترات والتململ في أواسط قيادات جيش الجنوب.. وذكرت المصادر أن الرئيس سلفاكير تعرض لأزمة صحية (إغماءة) أثناء الاجتماع جراء رحلته الطويلة إلى الصين. وفي وقت ينتظر أن يخاطب سلفاكير اليوم مواطني الجنوب من أمام ضريح مؤسس الحركة الشعبية الراحل جون قرنق. وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع في جوبا «الأهرام اليوم»، بأن اجتماع كير بقيادات رفيعة من الجيش الشعبي صباح أمس، وجهت فيه انتقادت عنيفة لسياسة الدولة الحديثة لا سيما تداعيات الهزيمة الأخيرة في هجليج، وفيما أشارت المصادر إلى غياب نائب الرئيس رياك مشار عن الاجتماع، كشفت عن ملاسنات بين القيادات خاصة أبناء دينكا بور، الذين هددوا بسحب الثقة من سلفاكير حال استمرار الأوضاع الأمنية في التدهور وخوض حروب جديدة على السودان. في غضون ذلك شاب الغموض الأجواء السياسية في جوبا وسط مخاوف من وقوع أحداث جديدة على النظام، وشككت قيادات جنوبية في موضوع الاجتماع الطارئ لسلفاكير، ومجموعة من القيادات العسكرية لم تستبعد أن يكون الاجتماع استعرض إحباط محاولة انقلابية، حاولت قيادات من قبيلة الدينكا تنفيذها أثناء مغادرة سلفاكير إلى الصين، وتوقعت المصادر أن تشهد جوبا مفاجآت مثيرة في غضون الأيام المقبلة. في السياق قال أحد قادة جيش جنوب السودان «المنشقين» إن المعلومات المتوافرة شحيحة، وأضاف في تصريح مقتضب ل «الأهرام اليوم»: (لا نعلم حتى الآن مصير سلفاكير لكن نتابع الأمر بدقة). وفي السياق ذاته استبعد الفريق جيمس قاي وقوع انقلاب بجوبا، وقال: «هذه أكاذيب لسنا متيقنين منها». وأضاف متسائلاً: «من يقدر على تنفيذ انقلاب في جوبا؟». إلى ذلك نقلت مصادر في جوبا أن اتهامات وجهت أثناء الاجتماع لبعض القيادات من أبناء بور بمحاولة الانقلاب على سلفاكير.