قال منتجون لسلعة القطن بولاية الجزيرة إن مشكلة التسويق جسدت واقعا مؤلما لحال القطن مشيرين إلى أن الواقع المتردي للتمويل والتسويق دفع مئات الآلاف من المزارعين للعزوف عن زراعته مستقبلاً. وهدد المنتجون بالإحجام عن زراعة القطن في الموسم الصيفي المقبل بسبب المديونيات التي تراكمت عليهم وتعرضهم للخسائر سواء على يد الحكومة أو التجار بعد انخفاض أسعاره، ووجه مزارعو قسم المنسي انتقادات حادة إلى المدير العام لشركة السودان للأقطان عثمان سلمان لفشله في حل مشكلة عدم تسويق محصول القطن وصرف مستحقاتهم، مؤكدين وجود آلاف القناطير المكدسة في ساحات التجمع التي حددتها الشركة والمحالج التي تعرضت للتلف. وأشار المزارع أحمد ربيع إلى أن ارتفاع تكلفة التمويل تسبب في خسائر فادحة لهم هذا الموسم، وأضاف أن السواد الأعظم من المنتجين سيدخلون دائرة الإعسار والعجز عن السداد. من جهته أكد المزارع سيد إسماعيل بقسم الهدى أن تدني سعر القطن هذا العام لا يتناسب مع تكاليف زراعته، مشيرا إلى أن الفدان يعطي في المتوسط 4 قناطير، ويكلف 1200 جنيه، فضلا عن مصاريف الجني والترحيل والكبس التي ترهق المزارع ليفاجأ أن سعر القنطار 400 جنيه كأعلى سعر هذا العام، وأضاف إسماعيل أن صغار المزارعين اضطروا إلى بيع المحصول بالأسعار المتدنية لسداد مديونياتهم.