(إن للمرأة روحاً أيضاً وإرادة، لا جسداً فقط) (غادة السمان) { وينبغي أن تعرفوا شيئاً مهماً كذلك، أن الآلة الإعلامية السودانية بكامل آليات قنواتها الفضائية وإذاعاتها (أف.أم)، تملك إرادة قوية لتصليح جمال المرأة السودانية (الشينة)، وبروح عالية الطهر والنقاء والنيَّة التي لا تشوبها أيّة شوائب تمييزية تجاه المرأة! { في برنامج (بيتكم) بالقناة الرئيسة الفضائية السودانية فقرة تُعنى بالجمال وكيفية المحافظة على نضارة البشرة من الترهلات والتجاعيد. يتم استضافة خبيرة تجميل سودانية وما أكثرهنّ هذه الأيام لتُطلع بخبرتها التجميلية الكبيرة النساء السودانيات على كيفية الحصول على الحُسن والجمال والشباب الدائم! { وفي برنامج (مساء جديد) بفضائية (النيل الأزرق) وبتخصيص يوم الخميس يتم برضو استضافة خبيرة تجميل غير تلك التي بالقومي لذات الغرض النبيل وهو تحسين وجه المرأة! { وفي قناة (الشروق) الفضائية تفرد ذات المساحة وذات الخبرة التجميلية في برنامج (بيت الهناء) ولذات الغرض! { وفي إذاعة (مانقو) برنامج (مع نجود) وفي الرابعة وفي ...الخ { وتتنافس خبيرات التجميل في الحصول على رضا النساء والرعاية الإعلانية المجانية من القناة والإذاعة بإخراج كل وصفات تبييض وتفتيح البشرة من المطبخ، وتحويل الوجبة الغذائية الى قناع للوجه والرقبة لإخراج الرؤوس السوداء وشد البشرة! { والصحف وصحفيو التحقيقات، بجانب كُتّاب الصحف الاجتماعية، لا يفتأون ينتقدون البنات وكريمات التفتيح والسطحية العقلية لهنّ، وتحوُّل المرأة الى سلعة معروضة على واجهة الجامعات ومكاتب العمل والمطاعم السياحية! { والبنات حائرات بين لون العدسات اللاصقة للمذيعة (تسابيح) واللون الزاهي وباهي للمذيعة (رشا)! { أما النساء المتزوجات فلا يرتحنّ من البحث المضني للحصول على وصفة تفتيح (ندى القلعة) حتى يخرجنّ سائلات عن حنة (نسرين سوركتي)! { وتتفشى في غضون ذلك وبشكل متتالٍ كل عام الأمراض النسائية المخيفة بدءاً من (خراريج) تبعات الختان المستمرة بعد إيقافه بحمد الله وانتهاءً بسرطان عنق الرحم والثدي، اللذيْن ضربا مؤشر الخطر في إحصائية وزارة الصحة العالمية للسودان! { والإعلام بأكمله، المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني، وحتى السياسي السوداني يرى أن المرأة جسداً بلا روح ولا إرادة، يتم استغلالها بشكل سخيف وسطحي جداً لتمرير أجندة تغييب وتمييز المرأة. والدلائل على ذلك أكثر من مساحتي هذه. { *في خطاب مُرشّح الرئاسة السيد (ياسر عرمان) في لقائه بالمرأة بمدينة المقرن ناصَر السيدات العاملات في صناعة الخمور البلدية و(ستات الشاي والكسرة) وأبدى امتعاضه من كشات الحكومة ضدهنّ! { ومازال شريكاً في هذه الحكومة، لم تتفضل حركته الشعبية بتقديم تمكين اقتصادي لهنّ يرفعهنّ من (بكاسي الكشات) ويضعهن في مراتب الترقية الإنسانية المريحة. { *في لقاء السيد رئيس الجمهورية والمُرشّح للرئاسة بالمرأة بمدينة بري امتداد ناصر ذكر في خطابه أن الدولة وقفت مع المرأة في أهم اللحظات وأكثرها صعوبة وهي لحظات الولادة! وأن مستشفى (الدايات) فاز بجائزة أفضل مستشفى ولادي في أفريقيا! { ومازال رئيساً يرعى شؤون رعاياه و(ولياّته)، لم تتفضل وزارة صحة حكومته الاتحادية بتوفير الجرع العلاجية للنساء الحوامل المصابات بنقص المناعة المكتسبة (الأيدز) لتقليل إصابة المواليد به! أو توفير الكشف المجاني عن سرطان الثدي بالمراكز والمستشفيات للأمهات لتفادي الاستئصال، وبالتالي حصول الأطفال على الرضاعة والمناعة الطبيعية. (يتبع)