فطنت نجمات التلفزيون أخيرا الى ضرورة الاستثمار، وكان الباب الأول والأقرب لهن على مستوى الطلة هو (الجمال )، على الرغم من أنه عالم يبتعد عن العالم النظري الذي وقفن عليه في مقررات الدراسة . للأمر علاقة بالاقتناء المتواصل للثياب من أجل الطلة التلفزيونية ? هذا الاقتناء في أحيان كثيرة يجعل هناك وفرة في الثياب لا تعرف النجمة كيفية توظيفها ، إضافة الى أن المهنة تفرض الاعتناء الكامل, والذي بدوره أصبح عبئاً مكلفاً على المذيعة. حيث أعلنت المذيعة رشا الرشيد انضمامها الى قائمة المستثمرات في الجمال، من ذلك المنطلق وذات الفكرة الاكتفائية ، كي تخدم نفسها والأخريات بأقل تكلفة. قبل رشا الرشيد ذاع صيت نسرين النمر كمستثمرة أصيلة, بنت الفكرة على نفسها وتوسعت فيها محلياً وربما عالمياً، وقد وجدت ضالتها في هذا الاتجاه على مستوى الاستثمار الذي وصفته في حديث سابق ل(نواعم) بالمربح ، وبخلاف نسرين ، دخلت ميرفت حسين الباحثة عن هدف في هذا المجال بصورة أقل عن سابقتها (بوتيك) لبيع الملابس والاكسسوارات، إلا أن عدم تفرغها بالكامل لهذا الاتجاه الاستثماري جعلها أقل حظاً في المواصلة في هذا الاتجاه . ويحكي مقربون من سارة فضل الله نجمة التلفزيون القومي اهتمامها الشخصي بالتجميل، الأمر الذي جعلها لاحقاً توسع دائرة اهتماماتها من النطاق الضيق الى العام ، هذا بجانب غادة عبد الهادي المستثمرة أيضاً. جمال وتوعية هذا إضافة الى نهلة فضل التي بنت اسمها التجاري في مجال التجميل قبل الإعلام - أي انها وضعت لافتتها أولا وأصبحت تستقطب لها الجمهور من خلال المتابعة لما تقدمه من ارشادات تجميلية . هذا الجو الجمالي في مجمله شجع على إشاعة ثورة جمالية أصبحت محلات التجميل في العاصمة محط أنظار وطلب دائم غير مرتبط بالمواسم والأعياد كما كان في السابق. (عرفة ) صاحبة أحد محلات التجميل الفاخرة قالت ل(نواعم) إنها لحظت في الفترة الاخيرة إقبالا متزايدا في طلب الخدمات التجميلية بمختلف أنواعها، وعلى غير العادة، محلات التجميل تكتظ بالنساء الباحثات عن تجديد إطلالتهن وتغيير نمطهن الخارجي بحثا عن التميز، ولتكون الأجمل بينهن في المجالس النسائية التي عادة تكون من أجل المفاخرة بالنقش أو (التسريحة) و(الزي)، وليس من أجل التكافل والتواصل الاجتماعي كما كان في السابق. وأشارت الى ان الطلب المتزايد ينم عن فهم للمرأة بضرورة الاهتمام بالشكل الجذاب غير التقليدي، الأمر الذي جعل من هذه المحلات في حالة استقبال دائم غير مرتبط بأعياد أو مناسبات، بل صارت بعض محلات (الكوافير) سواء أكانت في الأحياء الخرطومية الراقية أو الشعبية ،لا تجد المرأة فيها مكاناً إلا ب(الحجز) مبكراً ، أي ان تقطع الواحدة تذكرتها حتى تضمن مكانها في المحل ، وإلا فقدت فرصة الحصول على مقعد (تجميلي) فيها. بعض السيدات والفتيات يجدن أسبابا منطقية حسب وجهة نظرهن، وهي التي تجعلهن يتدافعن بشكل كبير نحو محلات التجميل ، وهي ما تعانيه السيدات طوال الأيام من عمل متواصل والبقاء لساعات طويلة في المطبخ ، و(الهرولة) ما بين واجبات (البيت) والزوج والأطفال، لذلك المرأة تحتاج إلى تغيير نمطها الخارجي لتصبح إشراقتها مواتية لإطلالة مشرقة في المناسبات الاجتماعية (أفراح أو أتراح).) مظهر اجتماعي وعن أبرز الطلبات التي تكثر عليها السيدات، تؤكد (جميلة) صاحبة محل تجميلي ل(نواعم ) أن البحث يكون منصبا على آخر نقشات الحنة التي أصبحت لها كاتلوجات تساعد في الاختيار ، اضافة الى الاهتمام المتكامل بالبشرة عبر الساونا والحمام المغربي وجلسات الفيشل و الصبغات الجديدة وآخر صيحات المكياج، و(التسريحة) وخصوصا (المشاط) حيث تستقي السيدات والفتيات أفكارهن من خلال ما يشاهدنه على سيدات الشاشة الممثلات ومقدمات البرامج في القنوات الفضائية وغالبا ما يطلبن تسريحات شعر الممثلات ومكياج الفنانات المشهورات، وقالت إن أغلب النساء يطالبن بتساريح الممثلة التركية (سمر) وطريقة (مكياجها) وحتى الاكسسوارات، لذلك حرصت أن أجمع أكبر قدر من صورها والاحتفاظ بها داخل المحل، وفي ذات المحل قالت الحنانة (حسنة) إنها بدأت في إعداد خلطاتها الطبيعية منذ أيام لتغطية الطلبات على مستحضراتها ، وقالت دوما ما تبحث النسوة عن كريمات شد البشرة وتفتيحها نتيجة الإرهاق الذي يتكبدنه خصوصا (الموظفات) منهن واللائي لا يجدن وقتا للاهتمام بأنفسهن، فكثيرا ما يطلبن الصنفرة ونقشات الحناء الجديدة ليصبحن في أبهى زينتهن. عادة تحرص النساء على الظهور بشكل جديد وأنيق يجعلها محط أنظار الجميع، فالمجالس النسائية لا تخلو من الغيرة، لذلك يتسابقن في البحث عن الأجود وما يهبهن المظهر الذي يتطلعن إليه. ودخل التجميل عالم النواعم بصورة لافتة حتى في الاتراح حيث يشمل كتلوج الحنة على بعض النقشات السادة والمبسة والواقعة تحت عنوان (حنة البكاء) اي ان المأتم اصبحت له أناقته (حليل أيام الكتيح بالتراب). فهذا المظهر الجمالي اصبح في الآونة الاخيرة لا يفسده حتى الحزن ، فالمرأة في حالة اجتهاد دائم في مجال التجميل بل وأصبحت تبحث عن المحلات الفخمة ذات الخدمات الشاملة الأجود والأغلى سعراً، في رواية أخرى هذه الهجمة الجمالية المكلفة جدا ليست من أجل الزوج ، بل من أجل الظهور الاجتماعي وان تتغلب على رصيفاتها وتتباهى بما نقشته من حناء أو بتلك (التسريحة) التي شاهدتها عند إحدى المذيعات أو الممثلات.