بث رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الطمأنينة فى قلوب العرب المستثمرين ورجال الأعمال خلال مخاطبته أمس «الثلاثاء» الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي للاستثمار والتنمية بفندق صحارى بمدينة جوبا بمشاركة أكثر من «90» مستثمراً وممثلين من الشركات والمؤسسات المالية، وأكد مقدرة أجهزته على حسم الانفلاتات الأمنية وتوفير الاستقرار، وبدد مخاوفهم وهواجسهم من ضياع أموالهم بسبب الاستفتاء المزمع إجراؤه مطلع العام القادم، وقال إذا رجح اختيار الجنوب للانفصال فإن الأمور ستسير كماهو عليه، والنيل سيتدفق من الجنوب الى الشمال والعلاقات الاجتماعية لن تنقطع، وضرب مثلاً برؤوس الأموال الأفريقية التى تدفقت عليهم. كما تعهّد رئيس حكومة الجنوب بتقديم الضمانات والتسهيلات اللازمة لكافة المستثمرين العرب الراغبين في الاستثمار، مبيناً أن الجنوب في حاجة الى جهد تنموي ليغير واقعه ويطور قدراته. ودعا سلفاكير المستثمرين الى الاستثمار في مجالات الزراعة وتوفير الحبوب، وصيد الأسماك، والبنى التحتية في المناطق التي دمرتها الحرب، وتطوير الموانئ التنموية والشواطئ، إلى جانب قطاعات التعدين الأخرى، مؤكداً غني الجنوب بالذهب واليورانيوم والحديد وغيرها من المعادن. من جانبه جدد الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، التزام الجامعة بالمساهمة في تنمية الجنوب وتنفيذ تعهداتها التي قطعتها نحو إعمار الجنوب. وأشار موسى إلى أن الوفد الكبير الذي يرافقه من أصحاب العمل والمستثمرين الذين يمثلون القطاعات المختلفة يدل على جدية التوجه العربي نحو الجنوب. وكان موسى قد استهل زيارته لجوبا بلقاء مغلق مع رئيس حكومة الجنوب قبل بدء أعمال المؤتمر، وقد أعرب سلفاكير، لدى استقباله موسى، عن تقديره لجهود الجامعة العربية لحل أزمة دارفور. وكان موسى قد قال فى تصريحات صحفية عقب وصوله مطار الخرطوم، إن مؤتمر الاستثمار العربى بجنوب السودان يأتى وفاءً لعهد الجامعة بإقامة مشروعات تنموية واستثمارية بجنوب السودان، وأضاف «إن الجامعة العربية مهتمة بالشأن السودانى كله فى الجنوب ودارفور وكل المناطق الاخرى، وهذا المؤتمر يفى بعهود سابقة قطعتها الجامعة العربية على نفسها بأن تكون جزءاً من حملة الإعمار والتنمية بالجنوب». واختتم المؤتمر أعماله بإصدار بيانه الختامى الذى حدد المشاريع التنموية للجنوب فى المجالات المختلفة وتشكيل آلية لتنفيذها.