{ سانداً وجهه غير الحليق على راحة يده الجافة، ومن خلف نظارته الصغيرة العدسات ينظر (د.خليل إبراهيم ) لمذيع قناة (الشروق) الفضائية (مامون عثمان) الذي ابتدر اللقاء الخاص به بتحية أنيقة تحمل الذوق الشروقي الإخباري! { ثم تحدث بردود غير مقتضبة ولا دبلوماسية عن أسئلة أبسط ما يقال عن إعدادها أنه ساذج !وعرفنا عقب إجاباته وتوضيحاته لماذا جلسوا للتفاوض وكيف رسموا إطار الاتفاق.. { و(خليل إبراهيم) كرجل ناضج انسانياً وفكرياً شئنا أم أبينا وله وجهة نظر ثاقبة فيما يخص أمر تمرده أو ثورته بحسب موقفك منها! قد عرف حين موافقته على إجراء الحوار الخاص لقناة (الشروق) أن حديثه عبر مَنفذ إعلامي سوداني سيُضيف لرصيد تفاوضه مع الحكومة أكثر مما يقلله بعدم التعليق عليها والاكتفاء بكاميرات القنوات عالمية التوجه ومحايِدة النقل. { لذلك لم يترك حرفاً أو كلمة لتقف متعارضة في حلقه بعدم النطق بها ! وقال (إن على الحكومة أن تختار بين أن تواصل في أمر السلام معهم كحركة مُوحَّدة من مجموعة حركات وباعتبار ان العدل والمساواة هي الحركة الوحيدة الواقفة على ميدان القتال مع الحكومة، وتَدَع أمر من أسماهم بتجار الحرب القاطنين في فنادق (فايف ستارز) ويجهلون عن أمر انسان دارفور كل شيء ويتاجرون باسمه! { ثم وبلهجة (غرباوية) محببة قال (حقو حكومة ده ما تسوي للدرب كليوات عشان اتفاقية ده تمشي ويكون السلام العادل!) { ثم شرح ان (للدرب كليوات ) هذه مثل دارفوري بحت يُذكر للذي يمشي لمشوار ويعرج هنا وهناك قبل إكماله للمشوار!! ويخسر بذلك زمناً وربما مُحصِّلة المشوار.. ولا سمح الله ان نخسر بعد هذا المشوار أي زمن أو إنجاز فقد نشف ريقنا من الخوف والصبر والدعاء بانتهاء هذا العذاب المستدام منذ خمسة وعشرين عاما من عمرالحرب في هذا البلد.. باختلاف انقلاباته وحكوماته وديمقراطيته غير الثابتة.. { وقد قال (د.خليل) إنهم لا يسعون لمكاسب شخصية أوكراسٍ ومناصب، لأن المكاسب التي يرجونها هي لإنسان هذا البلد، ودارفور والجنوب بشكل خاص، بالتوطين السكني والتشغيل الوظيفي و... { والناظر لأمره كمتحدث سيجد أنه ومع كل الجو المفعم بالثراء المتوقع ان يكون فيه كواحد من (جنرالات الحروب) في العالم الا انه غائر الوجنتين غير حليق كما أسلفت وليس هناك تنسيق في الزي الكامل الذي يرتديه وهو البدلة الأفرنجية رغم التزامه سابقا بزي المقاتل المبرقع وبلفَّة الرأس المنسوبة لقبيلة (الطوارق) المتاخمة لحدود معظم الدول الفريقية الجزائر، المغرب، ليبيا، السودان، نيجيريا الخ بجانب عدم ارتدائه لأي حلية في يديه سوى الساعة العادية ! { وفي هذا تأكيد غير معلن لقضيته ولمطالبه غير الذاتية.. وأنه رغم كل المغريات الخارجية لم يجعل لدرب قضيته (كليوات) بزيارة الأسواق العالمية والمحلات التجارية ذات العلامات المعروفة...وركَّز فيما يتعلق بأهل دارفور ومطالبهم العاجلة. { أعترض ومثلي كثيرون جداً على العنف في كافة مستوياته لأنه لا يشبه الإنسانية ولا الإسلام في شيء، لذلك لا نتفق مع من يحارب وإن كان في نثار باروده خلاصنا، لكننا نحيي من يسالم وإن كان على حساب أرواحنا وممتلكاتنا (حتى الأن لم تكتمل تعويضات الأسر المتضررة من أحداث 2005 ناهيك عن 2008 ) لأن في ذلك خلاص أجيالنا الجديدة من المشي في دروب وَعِرة وغير آمنة .. ورغم العقبات الكبيرة والتحديات الأكبر التي تواجه الاتفاق الإطاري بين الحكومة الوطنية وحركة العدل والمساواة الا أننا متفائلون ودعونا من الثرثرة بأنها متطلبات انتخابية وسلام سطحي غير مضمون فمجرد الحوار بهدوء ووقف إطلاق النار على الأبرياء وتوقف عمليات النهب والسلب والاغتيالات هو دليل على عافية التفاوض ...وسننزل يا (خليل) لحكم الضرورة هنا لتبرير كليوات (الانتخابات) إذا كانت في درب السلام...لا العكس!