الأخ الكريم الأستاذ/ الهندي عز الدين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إيماء إلى ما جاء في عمودكم المقروء «شهادتي لله» بتاريخ السبت الموافق 13 مارس الجاري تحت عنوان «مواسم العطش في الخرطوم» تود هيئة مياه ولاية الخرطوم توضيح ما يلي: تناولتم في مطلع مقالكم عن انقطاع مستمر في الإمداد المائي في أحياء عدة بولاية الخرطوم من بينها منطقة الجريف غرب، فإن واقع الحال يقول إنها ليست بذلك الحجم الكبير. ففي ما يخص منطقة الجريف غرب؛ فقد تأثرت هذه المنطقة بضعف في الإمداد تمت معالجته عقب إبلاغنا بذلك من قبل المواطنين، فتمت زيادة ضخ المياه للخط الناقل للمياه لمناطق الجريف غرب وأركويت والرياض والمنشية. أما منطقة الثورات بأم درمان فقد تعطل البئر المغذي للحارة 13 قبل ثلاثة أيام وتمت معالجة هذا العطل المفاجئ ليستقر الإمداد المائي في كافة مناطق الثورات. وفي ما يختص بتلوث مياه الشرب في الشبكات؛ فنود القول إن أي حديث عن صحة مياه الشرب يعد أمراً في غاية الخطورة إذا لم يتم تناوله وفق معلومات علمية من جهات موثوقة وليس بناء على إفادات بعيدة عن الحقائق العلمية المثبتة، فإن ما تم إنجازه في ولاية الخرطوم في محور الشبكات؛ كان عملاً ضخماً تمّ من خلاله تغيير كامل للشبكات في عدة مناطق بولاية الخرطوم، وإجراء تحسينات في مناطق أخرى، وهنالك برنامج يتم تنفيذه حالياً لاستبدال كافة الشبكات القديمة المتبقية بالولاية للوصول إلى شبكة دائرية تضمن ديمومة الإمداد المائي. ونود أن نشير هنا إلى الحادثة التي ذكرتموها في معرض حديثكم عن وجود صراقيل خرجت مع المياه في أحد المنازل بأم درمان في فترة سابقة، علماً أن هذه الحادثة كانت بسبب التلوث الموضعي، وقمنا وقتها بزيارة المنزل لنكتشف أن التلوث موضعي نتج عن إقدام ذلك المواطن على حفر (مصّاص) بلدي في المكان الذي يمر به خط المياه المغذي لمنزله، علماً بأن ظاهرة حفر المصاصات المنزلية تكثر في منطقة الثورات، وبالتالي فإن أي تلف في التوصيلة المنزلية التي تدخل الماء للمشترك؛ قد تؤدي إلى التلوث الموضعي للماء الذي يدخل هذا المنزل فقط، وقد يتأثر جيرانه الآخرون إذا كان هنالك ضغط للماء في الخط الناقل، ولا يمكننا تعميم مثل هذه الحادثة التي وقعت، على كافة شبكات الهيئة، وندعو المواطنين لتجنب عمل مصّاصات في مسار الشبكات. ونؤكد على أن المياه المنتجة بمحطاتنا النيلية والجوفية مطابقة للمواصفات العالمية والسودانية، ولم يحدث أن اختلطت بمياه الصرف الصحي، والذي لعلمك وعلم قرائك؛ إذا حدث فسيؤدي إلى حدوث تسمم فوري خطير يحتاج المصاب به إلى إجراء عملية غسيل للمعدة. ونود أن نوضَّح كذلك أن نسبة الكلور في منطقة وسط الخرطوم والتي تتغذى من مياه المقرن لم تتعد النسبة المسموح بها، ولم تصل حتى إلى 0.5 جزء في المليون، علماً بأن الحد الأقصى المسموح به عالمياً هو 3 أجزاء في المليون، وهنالك دول كثيرة، من بينها جمهورية مصر واليابان، تصل فيها نسبة الكلور إلى جزئين في المليون. أما بخصوص مياه الحارة 13 والتي ذكرتم أن بها زيادة في نسبة مادة الرصاص؛ فنود التأكيد على أن نسبة مادة الرصاص في الماء لم تتجاوز الحد الأعلى المسموح به عالمياً، ونرجو إطلاعنا على ذلك الفحص المعملي الذي استندتم إليه. ونزيدكم علماً أن هيئة مياه ولاية الخرطوم تعمل الآن على تطبيق نظام الشبكات الحديثة في ما يسمى بالمناطق المغلقة للتحكم في (البلوفة) آلياً والكشف عن مناطق الضغط والانخفاض المائي على مدار الساعة بالشبكات التي ستغذيها محطة مياه المنارة في مناطق الثورات والأجزاء الشمالية لمنطقة أم بدة دار السلام والمناطق المجاورة للمحطة ومدينة الفتح. ونحمد لكم المتابعة اللصيقة لخدمات المياه التي تقدمها الهيئة، وإن كانت هنالك بعض أوجه قصور ترافق تقديم الخدمة فهذا لا يثير الغبار على الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها حالياً في زيادة المصادر لزيادة إنتاجية المياه وترفيع مواصفاتها بتوفير المعدات اللازمة بتقنيات حديثة، فقد بذلت الهيئة مجهودات كبيرة لتحديث شبكات التوزيع خطوط ناقلة وشبكات قطعت شوطاً كبيراً فيها ويتواصل العمل بصورة مكثفة دون تراخ لاستكمال تأهيل وتحديث الشبكات على مستوى المحليات السبع وخاصة في هذا العام 2010م الذي أعلنته الهيئة عاماً للشبكات، وستقوم الهيئة خلال الأيام القادمة بإدخال ثلاث محطات جديدة وربطها بالشبكة وهي تقوم بإنتاج المياه بتقنيات حديثة، وستضيف للشبكة 318 ألف متر مكعب. كما ستشهد الأسابيع القليلة القادمة حوسبة كل النظم الهندسية والفنية للهيئة لإحكام الرقابة على تشغيل المصادر وشبكات المياه، هذا مما سيتيح للهيئة المتابعة الناجحة لإنتاج وتوزيع المياه بالكفاءة المطلوبة. والله الموفق إدارة الإعلام