مع بواكير فصل الصيف عانى بعض سكان حارات مدينة الثورة امدرمان، حالة من الشح في الامداد المائي منذ اربعة ايام، في وقت اعلنت فيه هيئة مياه ولاية الخرطوم دخول محطة مياه المنارة التي تضخ كميات ضخمة من المياه لخدمة مواطني محليتي كرري وامبدة. مواطنو الحارات «23، 13، 14،15» شكوا من انقطاع الامداد المائي، مما دفع بعضهم الى شراء المياه الصحية المعبأة في القوارير والاعتماد على المياه التي يجلبها اصحاب «الكوارو»، مما يعني زيادة اعباء مادية جديدة في وقت ارتفع فيه سعر «الجركانة» الواحدة الى جنيه، مما ادى الى حالة من الضجر والاستياء بين المواطنين. ويزيد من حالة السخط انهم يقومون بدفع رسوم المياه في مواقيتها مطلع كل شهر، كما أن المحلية ظلت تبشر بتوفير واستقرار الامداد حال اكتمال مشروع محطة مياه المنارة. ويشير الاهالي الى آخر ما قاله الرئيس عمر البشير عند مخاطبته افتتاح المحطة، بأن مشروع محطة كرري يعتبر من افضل المشاريع، إذ يقوم بتوفير المياه الصالحة للشرب التي تعتبر اساس الحياة ودعامة التنمية، خاصة أن بعض المناطق الطرفية تفتقر للخدمات الاساسية. «الصحافة» تلقت شكاوى الاهالي وانتقلت الى المنطقة للاستماع لآراء المواطنين، فتحدثت الخالة خديجة احمد جدو من سكان الثورة الحارة «23» قائلة إن انقطاع المياه في الحارة اصبح من الأشياء المألوفة لسكان المنطقة. مضيفة: «حتي اذا تم تركيب مولد لرفع المياه الى الصهاريج، فان ذلك لا يوفر عناء السهر لساعات طويلة». واضافت الحاجة خديجة بأن الاسرة مقبلة على عقد قران إحدى بناتها، وان اكبر هواجسها هو توفير المياه، مبدية خوفها من انقطاع المياه، لأن عدم استقرار الامداد المائي يعني اضطرارها إلى شراء المياه من اصحاب «الكوارو» وهو وجه يثير مخاوف الحاجة خديجة نظرا لاحتمال حدوث تلوث في المياه، مما يعني تعرض الضيوف لمخاطر جمة، وذلك إضافة للأعباء المالية المترتبة على شراء كميات ضخمة من المياه. وطالبت خديجة هيئة مياه ولاية الخرطوم بالعمل على توفير المياه، مشيرة الى أنها سمعت بأن محلية كرري قامت أخيراً بانشاء محطة مياه المنارة، غير أنها عادت للقول بأنها لم تشعر باي تحسن على الامداد المائي بالثورة عموما، مؤكدة أنهم يقومون بدفع رسوم المياه في اول كل شهر. المواطنة عائشة محمد قالت إن من أسباب ندرة المياه ارتفاع نسبة الكسور، مستدلة بارتفاع عدد البرك الناجمة عن تسرب المياه بسبب الكسور وإغراق الشوارع الرئيسية والفرعية، مشيرة الى عدم جدوى الاتصال بالارقام التي اعلنتها الهيئة بوصفها ارقام طوارئ. متوكل محمد المواطن بالثورة الحارة «14» اشتكي من انقطاع التيار المائي منذ فجر الجمعة، واستغرب متوكل من توفر الإمداد لبعض جيرانه، متسائلا «لماذا توفر المياه لبعض الاشخاص بالمنطقة؟» وطالب متوكل هيئة مياه الخرطوم بالإسراع في حل مشكلة انقطاع الامداد بمنطقة الثورات. اما الحاجة فاطمة التوم التي كانت في طريقها لمنزلها وهي تحمل جركانة مياه، فقد تحدثت بنبرات غاضبة قائلة إنها لا تحتمل انقطاع المياه بتلك الصورة التي تؤثر على سير الحياة، وتعجز بسببها النسوة عن القيام بالاحتياجات اليومية من غسيل للملابس والاواني المنزلية، مشيرة الى انها تضطر في كثير من الاحيان الى اللجوء الى الجيران الذين تتوفر لديهم المياه، مضيفة أن سكان المنطقة فرحوا عندما علموا بمشروع محطة المياه الجديدة التي تعني ضخ المياه لسكان المنطقة بصورة تكفيهم وتحل لهم كثيراً من المشكلات، إلا أنهم اصيبوا بخيبة أمل بالغة بعد افتتاح المحطة، بل أنهم تأثروا سلباً من روائح مادة الكلور، وبعد ذلك بدأت العلل تتواصل بدايةً بانقطاع المياه المستمر لساعات طويلة.