مدارس الخرطوم (أساس - ثانوي) التي تتبع القطاع الخاص والتي يصفها البعض ب(مدارس خمسة نجوم) على كثرتها تتبارى هذا الأسبوع لاختيار أماكن الاحتفال السنوي لختام العام ، (قاعة الصداقة، أرض المعارض، لدى صالات الأفراح، والحدائق المغلقة)، ورغم ارتفاع كلفتها إلا أنها كانت محط رحال العديد من تلك المدارس وأسر الطلاب لقضاء يوم مفتوح والاحتفال بنهاية العام!! الظاهرة التي بدأت بحياء وعلى نطاق محدود امتدت هذا العام لتشمل معظم المدارس الخاصة التي صارت هي (الأعم) بحساب أعداد الطلاب المنتمين إليها.. (الأهرام اليوم) رصدت بعض الاحتفالات المقامة وتحدثت إلى بعض مدراء المدارس تلك وأسر الطلاب حول ضرورة هذه الاحتفالات إضافة إلى كونها (بدعة) يعتبرها معلمو مدارس (الحكومة) وسيلة جذب تمارسها المدارس الخاصة. فكلّما كان الاحتفال فخماً، كان الاقبال والتسجيل للعام القادم أفضل. محمد فضل المولى مدير مدرسة خاصة أساس بمنطقة بحري يقول : الاحتفال بختام العام معمول به في دول عربية عديدة والهدف منه الترابط الأسري مع المدرسة وهيئة التدريس، ووداع الطلاب بعضهم البعض وتهيئتهم نفسياً للعام القادم، إضافة لتكريم المتفوِّقين .. سألنا السيد محمد فضل عن احتجاج بعض الأسر على رسوم الاحتفال التي تدفعها أسر الطلاب مُلزمة فأجاب بأنهم يضعون رسوم رمزية تعتبر بسيطة وتضاف إلى الرسوم الدراسية. وكثير من الأسر لا تشعر بها لناحية أن الدفع يكون على أقساط وعدا ذلك فعبء اختيار المكان يقع على الإدارة التي يجب أن تبحث عن الموقع الأجمل لتقضي الأسر وطلاب المدرسة يوماً جميلاً يقدم الطلاب من خلاله مشاركاتهم وتستمتع الأسر بإبداعات أبنائها. رأي مناقض حملته والدة أحد الطلاب والتي أفادت (الأهرام اليوم) أن احتفال نهاية العام تعتبره (إزعاج نهاية العام). فتكاليف الحفل تدفعها الأسر مُرغمة لأنها تُضاف إلى الرسوم .. وتقول نهلة التجاني انها دفعت مبلغ 200 جنيه مُرغمة لأنه لم يكن لديها خيار وحضرت أمام إلحاح ابنها طالب بالصف السادس أساس لأنه يدير الحفل مضيفة انه بالرغم من أن قاعة الأفراح جميلة إلا أنها مزدحمة والخدمات التي وعدونا بها لا وجود لها، وأشك أن إدارة المدرسة أنفقت نصف ما دفعته لها الأسر للحفل. وبالنسبة لاحتفال نهاية العام هو (بدعة سيئة). فبدلاً عن التركيز على الدروس وامتحان آخر العام ابني مهتم بحضور (البروفات) للتحضير لليوم المفتوح!! صلاح محي الدين أستاذ بمدارس الفتح (حكومية) لديه وجهة نظر مغايرة لرأي منظمي (حفلات رأس السنة الدراسية) -كما يسميها- فهو يرى أن أولياء أمور الطلاب مُرغمين على المشاركة فيها بالدفع والحضور لإرضاء أولادهم. وتعتبر دعاية لمدى ثراء المدرسة والمنتمين إليها. ويقول في المدارس الحكومية نودع العام بإعلان النتائج وجمع الكتب الدراسية وأدعو أولياء الأمور ومدراء وأصحاب تلك المدارس التي تُنفق الملايين على إيجار القاعات والصالات لمثل هذه الاحتفالات أدعوهم للتبرُّع بتلك المبالغ لصيانة الفصول الدراسية المهدمة بمدارس الأحياء الفقيرة. ملاحظة: رسوم الدراسة في المدارس التي تحدثنا عنها تتراوح بين 2 مليون و4 ملايين في العام إضافة لرسوم الترحيل التي لا تقل عن 500 جنيه في العام.