مدخل: قرعت الاجراس بمدارس ولاية الخرطوم إيذاناً ببداية عام دراسي جديد بعد عطلة صيفية طويلة ، ولكن قبل أن تقرع الأجراس هل استعدت وزارة التربية والتلعيم لهذه البداية، الكثير من الأسر في مطلع كل عام دراسي جديد تدور في مخيلتها الهواجس والتردد ما بين توفير احتياجات الطلاب من الزي المدرسي والكتاب والرسوم الدراسية التي تقول وزارة التربية بأنها منعت فرضها على طلاب الأساس فإذا لم يدفع الطلاب هذه الرسوم تقوم إدارة المدرسة بطردهم، والوزير يحذر من طرد وجلد الطلاب بسبب الرسوم ، وكذلك توفير الكتاب والإجلاس وتهيئة البيئة المدرسية تواجه نفس المشكلة . ولمعرفة حقيقة هذا الامر والتقصي حوله ما بين الوزارة وأولياء الأمور والمدارس قام المركز السوداني للخدمات الصحفية بإجراء هذا التحقيق مع الجهات ذات الصلة لوضع النقاط على الحروف ... فمعا الى حصيلة التحقيق عام دراسي مستقر من كافة الجوانب: الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم اكد لدى مخاطبته حفل تدشين طباعة الكتاب المدرسي بمطبعة السودان للعملة مؤخرا إن العام الدراسي هذه المرة سوف يكون مستقرا في جميع مناحيه وأقسامه، موضحا انه تم الاتفاق مع مطبعة الشركة السودانية للعملة بطباعة ستة ملايين كتاب لمدارس الولاية بتكلفة تفوق العشرون مليون جنيه ، مشيرا الى انه لا توجد مشكلة إذا توفر الكتاب في السوق إذا رأت وزارة التربية والتعليم الاتحادية والإدارة العامة للمناهج إمكانية ذلك وفتحت الباب وحررت صناعة الكتاب تحت إشرافها ، وقال ان ما يهمنا كبداية أن يحصل الطلاب النظاميون بالمدارس على الكتاب في أول أيام الدراسة. وبالنسبة لاهتمامنا بالمعلم فقد تم تعيين قرابة ألفي وخمسمائة معلم فى العام السابق، كما سيتم تعيين ألف وخمسمائة معلم في هذا العام بالإضافة إلى بعض الخبرات والمنقولين من الولايات للعاصمة، أما عن الإجلاس فأننا دائماً ما نحتاج إلى اجلاس جديد نسبة لتعرض الاجلاس للتلف خلال العام، وقد حرصنا هذا العام على اختيار الجيّد من الاجلاس، وطالبنا بحصر النقص الحقيقي بالمدارس لتوفيره كاملاً ، وهو ماحدث بالفعل ، وقمنا بتوجيه كل المعتمدين بمحليات الولاية السبعة للاهتمام بالإشراف المباشر على الإدارة التعليمية. 70% من الكتاب للفترة الأولى: وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم الأستاذ محمد أحمد حميدة اوضح ل (smc)انه قد تم استلام 70% من كميات الكتاب المدرسى المتعاقد عليها مع مطبعة العملة قبل بداية العام الدراسى ، اما نسبة ال 30% فتم استلامها مع بداية العام ، وذلك إضافة إلى باقي الكتب الموجودة من العام السابق ،كما تم توفير كتاب الأدب الإنجليزي الذي نهدف من خلاله لتقوية اللغة الإنجليزية. وعن النقص فى المعلمين قال حميدة : كان لدينا وظائف المعاشيين والآن بأجراءات التعيين ل (80) ألف وظيفة تم الإعلان عنها وستخصص 70% منها لمناطق الحضر و 30% لمناطق الريف بالولاية ، وستكون التعينات حصرياً على القاطنين بالولاية . واشار الى انه قد تم رفض (5) ألف طلب نقل من الولايات الى العاصمة. أما عن الإجلاس ففي العام الماضي كان لدينا عجز في الإجلاس ،لأن الشركات القائمة على أمره لم تفى بالتزامها حتى نهاية العام. وتعاقدنا على (34) ألف وحدة إجلاس مع مختلف الشركات وحتى الآن استلمنا ووزعنا على المدارس (18) ألف وحدة وسيكتمل الباقي في المرحلة القادمة. تطوير البيئة المدرسية : وعن البيئة المدرسية قال حميدة: ان هنلك بعض المدارس بالولاية تحتاج إلى صيانة ، حيث قمنا باعمال الصيانه للمدارس الثانوية بمحليات الولاية السبع ، كما ان هناك عشرون مدرسة ثانوية انشأة حديثا . اوضح الوزير ان لديهم منحة بمبلغ مليون دولار مقدمة من بنك أم درمان الوطنى سيتم توجيهها لصيانة (14) مدرسة أساس و (14) مدرسة ثانوية وقد اكتملت إجراءات استلام المبلغ وبدأت عمليات الصيانة. وقال الوزير انه إلى جانب ذلك فقد تم التوقيع على قانون الصحة المدرسية مع وزارة الصحة وهذا القانون مهم جداً ويدخل فيه السيطرة على الباعة المتجولين ونظافة أماكن الطبخ بالمدارس ونظافة المدرسة. واشار حميدة الى ان التشديد على مسألة الباعة المتجولين يأتى من منطلق ان التلاميذ بمرحلة الأساس هم ألاكثر تضررا من هذا الأمر ولذلك أصدرنا توجيهات مشددة حول هذا الأمر ،وهناك قانون صدر في الولاية يعاقب هؤلاء الباعة ويمنعهم من ممارسة البيع مالم تشرف عليه جهة صحية ولذلك هذا العام لدينا جهات صحية تشرف على المدارس. التنوير بالسجل المدني وفى اطار الاعلام عن مشروع السجل المدنى قال حميدة ان لديهم اتفاق مع ادارة السجل المدني للقيام بعمل توعية وتنوير للطلاب وستكون الحصة الأولى بالمدارس عن السجل المدني. وبما ان أول يوم للعام الدراسى صادف السادس والعشرين من يونيو وهو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات فقد تمت توعية التلاميذ والطلاب وإرشادهم بمخاطر المخدرات والتدخين. الرسوم الدراسية: وبالنسبة للرسوم الدراسية قال الوزير نحن نعمل حسب القانون فالدستور الولائي والاتحادي يقولان إن تعليم الأساس مجاناً ولا تفرض فيه رسوم ، والرسوم لا تفرض إلا بقانون محلي . وان مايدفع الآن فهو مساهمات حسب الاستطاعة ويفرضها مجلس الآباء وليس المدارس. أما عن التعليم الخاص فهو واحد من اهتماماتنا الكبيرة بعض الناس تعتبر التعليم الخاص استثمار بل هي استثمار بشري وليس مادي وفي نهاية العام أرباح المدارس الخاصة هي (صفر) أي هي هواية ليس ربح ، خاصة مدارس المنظمات أصبحت مدارس ممتازة التعليم عملية غير ربحية والهدف من القطاع الخاص فى التعليم هو مشاركة الحكومة. أما عن العقوبة الخاصة بجلد الطالب فنحن منعنا ذلك وأصدرنا قرار بمنع الجلد ومصادرة أي (سوط) موجود بالمدارس. وعن تغيير الزي فهذا شأن ولائي ولا نريد تغيير الزي، وأيضاً نريد تجديد مجالس الآباء وتفعيلها فهي لها دور كبير في العملية التربوية. ماذا قال المعلمون ؟ فى هذا الجانب التقينا الأستاذ نزار أحمد الطيب مدير مدارس نزار الخاصة بجبل أولياء وسألناه عن الاستعداد للعام الدراسى الجديد ؟ فأجاب قائلا : الاستعدادات للعام الدراسي الجديد تبدأ بها وزارة التربية والتعليم منذ انتهاء العام الماض حيث تضع الخطط والاستراتيجيات التي تشرع في تنفيذها بدءا بالبيئة المدرسية وإصحاحها حتى تصبح ملائمة للطلاب ثم تقوم بتوفير الكتاب المدرسي حتى لا تضطر الأسر لشرائه على نفقتها الخاصة وتقوم بتوزيع الكتاب عبر المحليات بعد استلامه من المطبعة ثم تقوم كل محلية بتوزيع كتبها على المدارس المختلفة. ونفس الطريقة متبعة للإجلاس وقد يصل الكتاب والإجلاس إلى بعض المدارس بعد الاسبوع الأول من بداية العام الدراسي. رأى اولياء الامور : وكان لأولياء الأمور رأي حول الاستعداد للعام الدراسي الجديد حيث تساءل ولي أمر أحد الطلاب عن مدى اهتمام وزارة التربيه بالولاية بالمدارس الطرفيه مشيرا الى معاناة تلك المدارس من النقص المريع فى بنياتها الاساسيه من مبانى واجلاس وخدمات بل حتى توفر المعلم والكتاب بصورة متكاملة . وقال ان الوزارة كل عام تؤكد على عدم فرض أي رسوم دراسية على الطلاب ، ولكن ماتقول به الوزارة مجرد إدعاء باطل اذ ان الرسوم مازالت تفرض ، ولا ندرى من الذي يحدد هذه الرسوم ؟ الوزارة أم المحلية أم المدرسة أم مجلس الآباء؟ ولماذا ؟ واضافت احدى الطالبات بأن المسؤولين يصرحون عبر وسائل الإعلام بمجانية التعليم والاستعداد الكامل للعام الجديد ، ولكن أقول إن التصريح شيء والتنفيذ شيء آخر وذلك على ضوء ما حدث في الأعوام الماضية ، ولكن ربما يختلف الوضع هذا العام واتمنى أن تكون هذه التصريحات حقيقة حتى لا نصطدم بالواقع كما يحدث كل عام وأتمنى أن يكون العام الدراسي مستقرا عبر توفير الكتاب والإجلاس والبيئة المدرسية الصحية حتى نحقق نتائج دراسية ترضي أولياء الأمور والوزارة والمدرسة.
مصير الطلاب العائدين من ليبيا وقال حميدة إن هنالك معالجات جارية للطلاب العائدين من ليبيا وفق ثلاث محاور أولها توجيهه بقبول جميع العائدين واستيعابهم داخل المدارس على أن توفق أوضاعهم حسب ما يتفق عليه من رؤية أما عبر امتحان موازي لمرحلة الأساس لتحديد مستوى الطلاب العائدين وتوزيعهم على الفصول الدراسية. خطة لتقوية مستوى التلميذ وقال الوزير إن هنالك خطة لتقوية مستوى التمليذ وركزت هذا العام على الحلقة الأولى من التعليم فيجب أن لا ينتقل أي تلميذ من هذه المرحلة إلا بعد اتقان الكتابة والقراءة مهما تطاولت السنوات حتى نقوى اللغة والكتابة لدى التلاميذ لإكمال مراحلهم الدراسية بامتياز دون الرجوع إلى السابقة. أما عن مشاكل الاكتظاظ بالمدارس الحكومية فنحن ساعين لحل هذه المشكلة ومعالجتها وتوفير أكبر قدر من الفصول والمدارس حتى يكون العدد بالمدارس مناسب يساعد الطالب على الفهم الجيد وتفادي تنقل الأمراض التي تختص بالكثافة ولضمان نتائج دراسية ممتازة. المدارس العشوائية وجهود الوزارة حولها وقال الأستاذ محمد أحمد حميدة وزير التربية بالولاية عن المدارس العشوائية قمنا بعمل جولات ميدانية للطواف على محليات الولاية السبع للبحث عن المدارس العشوائية والتي يقع بها كثير من الضحايا واكتشفنا وجود (46) مدرسة عشوائية في الولاية. ونقوم بتوعية المواطن وأن يأتي بأبنه للمدارس المعروفة والمسجلة لدى الوزارة حتى لا يضيع أبنائنا. إضافة إلى أننا قمنا بعمل توجيهات للتخلي عن احتفالات رياض الأطفال بالطريقة المزعجة والتي تكلف الكثير من الأموال وتزعج السكان للتخلي من هذه الظاهرة والتوعية عبر الرياض الحكومية لأنها تعتبر نموذجاً للرياض الخاصة فهي أكثر من الرياض الحكومية. من المحرر: الاستعدادات للعام الدراسي الجديد أصبحت مهمة جداً ما بين الوزارة والمدرسة والأسرة فهل الجميع مستعد لبداية عام دراسي مستقر ومتوفر به جميع المتطلبات الخاصة به من إجلاس وبيئة مدرسية وكتاب وهل سيوفر الكتاب أم سيتسرب إلى الأسواق وتصبح هنالك ندرة به وهل سيتخذ الجميع قرارات الوزير أم سيصبح قرار مع وقف التنفيذ هذا ما سنراه في العام الدراسي الجديد متمنين له الاستقرار والنجاح.