ليلة «كاريزما النيل» بمسرح جامعة الأحفاد مساء أمس الأول «الخميس» أدهشت الحضور بعرض أزياء للفتيات والشابات السودانيات بتصاميم بسيطة راقية وزاهية.. اُستوحيت تصميماتها من الزي السوداني التقليدي، ونالت رضا الجميع بعد أن قدمت فتيات جميلات عرض أزياء لا يقل عن أداء العارضات العالميات، ويمكنهن بمزيد من التدريب عرض زينا السوداني الأصيل الجميل بصورته المتطورة والمحتشمة في المحافل العالمية. «الأهرام اليوم» شاهدت العرض الذي حضره لفيف من أهل السياسة والعلم والثقافة والإعلام على رأسهم الإمام الصادق المهدي ومدير جامعة الأحفاد البروفيسور قاسم بدري وغيرهم. سارة جلال عبد الحميد مصممة الأزياء والعرض أكدت ل«الأهرام اليوم» أن العرض نبع من فكرة لازمتها منذ الصغر تمثلت في حبها للتصميم والفن وابتكار الجديد، وأن قيام العرض جاء باجتهادها الخاص وبدعم ذاتي، مشيرةً إلى أن الهدف من قيام العرض هو خلق زي جديد للفتاة السودانية بديلاً للعباءة السوداء والبنطلون، وكانت الأزياء التي تم عرضها تتسم بالسعة والجمال الذي يناسب ذوقنا كشابات وتستطيع كل واحدة أن تلبسه حتى ذوات الدخل المحدود، وأوضحت: أنا أخص الفقيرات والغنيات واستهدف كل الفتيات في جميع أنحاء السودان، مؤكدة أن الفتيات الجميلات اللائي قمن بعرض تصاميمها هن يمثلن شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط السودان، مضيفة أنها استطاعت أن تأتي بجديد من خلال تطويرها لبعض التصاميم التي تخص الرجال والتي استوحتها من الثورة المهدية بوضع لمسات وألوان تناسب ذوق الفتاة كجلابية «الختمية» و«جناح أم جكو» و«على الله»، وأبانت أنها أصبحت جميلة عندما ارتدتها فتيات من جنوب السودان من العارضات وأعجبن بها. وقالت سارة إن تكاليف طقوس لبس العريس والعروس والصرف الباهظ على أزيائهم جعلتني أحاول أن أخلق شيئاً بسيطاً وجميلاً للعروسين ولا يخرج عن إطار لبسهما في عاداتنا السودانية المختلفة، وأوضحت أن الخامات التي استخدمتها في أزياء العرض بسيطة ورخيصة ومتوفرة في السوق السوداني. من جانبها أكدت والدة سارة أن ابنتها بالرغم من أنها تعمل موظفة بالهلال الأحمر وبرغم ضغوط عملها إلا أنها دائماً ما تتطلع لخلق أشياء جديدة، وأنها سعيدة بفكرة سارة رغم أنها تشغلها عن البيت وعملها، لكنها تحب تصميم الأزياء وتعجبها الملابس المريحة وتكره اللبس الضيق المحزق غير المريح الذي لا يناسب العمل والمناسبات المختلفة. كريسيتنا أدوارد العارضة الجميلة من جنوب السودان من مريدي وتنتمي لقبيلة «باكا» وهي متزوجة وموظفة، أبانت ل«الأهرام اليوم» أنها ومنذ 9 سنوات تعمل عارضة أزياء، بدايتها كانت باختيارها لتمثيل عروس السودان عام 2004م بطلب من غرفة سيدات الأعمال السودانيات بصالة ليلتي بمركز عفراء، موضحة أن مفهوم الناس تغير عن عرض الأزياء وأصبح عادياً في السودان بشرط ألاّ يكون فاضحاً، وأشارت إلى أن عرض سارة يعكس زي المجتمع السوداني الأصيل، مضيفة «كنت لابسة خلال العرض جلابية «على الله» التي يرتديها عادة الرجال لكن وجدتها مريحة وواسعة وكانت من القطن ونالت إعجاب الكثيرين. من جانبها قالت إشراقة «طالبة» شاركت في إعداد العرض وتجهيزه، أعجبتني الفكرة، ودعت الأسر أن تهتم وتتفهم احتياجات الفتاة السودانية، ودعت الفتيات للاهتمام بمظهرهن ولبسهن المتناسق. الإمام الصادق المهدي أشاد بدوره بفكرة المصممة الشابة سارة، موضحاً أنها تدعو لتطوير الزي السوداني المحتشم، وأشار إلى أن عالم الأزياء أصبح محل حراك وغنى، مضيفاً أن الإنسان بفكرته يتطلع للكمال والجمال، وقال إن المصممة تلاعبت بالألوان ذات الدلالات وقدمت عرضها وشد الأنظار، وزاد نحن للأسف لدينا من هم ضد تطور كل الفنون والإبداعات، مشيراً إلى أن العرض عادي ومقبول، وأضاف أن الإسلام ليس ضد الحياة وضد البهجة ولابد أن نبدع. وأوضح أن اللبس لديه مضمون اجتماعي وثقافي وديني، ودعا لتطوير الزي الوطني لكي لا يكون اللبس البديل والمستورد طارداً له