{ قدّم الهلال اجمل هدية لجماهيره العاشقة وبلل اشواقها بفوز رباعي لا يستغرب عن سيد البلد الذي كم جندل الخصوم بالقلعة الصامدة وقد تفنن رماته في تعذيب الخصم وجلده على مدار الشوطين وهو يقدم الكاس الزلال لجماهيره جرعة اثر جرعة بغرض التشويق فيما اختار سقاية الخصم كأس العلقم المر جرعات متباعدة الزمن حتى لا يتضجر او يختار الهرب. { سحق الهلال العاجي بأربعة من نار كانت مثل الماء البارد على الجوف البارد يروي عطش الهجير بالنسبة للجماهير التي كانت متعطشة لنصر باذخ يماثل قامة الهلال وهامة الرجال وعزم الفرسان الذين تصدوا للمهمة فأنجزوا الوعد وانجبوا التوأم دلالة على القوة والارادة والرغبة التي لا تشيخ. { صعد الهلال على حافة السماء بالمساء وبها النور كالوشاح فأضاء أم درمان والسودان واطل الصبح الضحوك يحكي عن فرقة تجيد صناعة الاحداث والابداع بأقدام تتقافز في رشاقة الغزلان لتسحر اللحاظ وترطب الافئدة بالفعل الفنان. { ترجم الهلال احلام العاشقين وأوفى بالعهد وانجز الوعد وتربع على لهفة الشوق الكبير ووضع نفسه واسمه ورسمه فوق ذراري القارة السمراء ليكون واحدا من الثمانية الكبار تتطلع اليه الادوار القادمة وتتبرج لملاقاته في عناق المحبين. { كان الهلال كما عهدته الجماهير صوالا بلا تردد مقداما جسورا ادار المباراة وقادها الى حيث ما يريد بعد ان ملك ادوات النزال وخبر دروب الوغى تساعده الخبرة والتأريخ العمل الخلاق وتسنده ذخيرة من الفرسان الكماة جهزوا للمعركة وارتدوا دروعها فكانت لهم السطوة والصولة والصولجان حسموا مبكرا وجلسوا على اشلاء الخصم الذي دفع ثمن التطاول على سيد البلد. { اجبر كامبوس ساحر السامبا مدرب العاج سليل الطليان على لحس تصريحاته وتحديه بالالفاظ هلال افريقيا وسيد العرب.. خانت الطلياني الخطة الدفاعية التي اشتهروا بها لأن الامواج الهادرة والسيول الهلالية العارمة دمرت كل السدود والحصون فتعرت شباك الايفواري تخطب ود الهلال فأهداها الفتي الابنوسي مساوي الذي لمع كأجمل سيف في ظلام ام درمان وعلا فوق الرقاب جزا بلا رحمة وزف نفسه عريسا لموقعة الاحد. { دفع الطلياني ثمن غروره فأنهى الهلال الشوط الاول بهدف وقبل ان يستفيق في الثاني عالجه السيف الصقيل وسقاه من ذات الكاس حتى تتأكد عزة الهلال. { وعندما اطمأن كامبوس على سير اللقاء دفع بالغربال فنان البحيرات العظمى وشاعر افريقيا الوسطى وملهم العاشقين رقصة الزولو من بلاد الكنغو بسحر من قبائل الاقليم المضطرب لتكون استقرارا للأنفس وعلاجا لوجع الانتظار الطويل وقد تشربت منه الانفس ونهلت الاعيراق العطاش فارتوى الزمان والمكان وفاضت بالفراح شوارع البلاد وانفس العباد فأتى الهلال مثل عرس غمر الافراح ووزع البسمات على كل بادية وصقع ليثبت انه الجلاد الذي لا يرحم والواهب الاعظم لمعنى الانتصارات. { تيمان السيف والغربال كانا ترجمة طبيعية لواقع اللقاء ومجريات المباراة اعادا للقاعدة بعض احساس مفقود ومنحا الافئدة حالة من الارتياح رتب الاوراق كما هى وخط وثيقة العهد الجديد لغد نضير يعيد الهلال فيه سيرة السنوات الاخيرة وتترجل له الفوارس عن صهوات الجياد لأنه الفارس الاغر الذي تخشى منازلته وبواتر سيفه الاعداء. { عاد الهلال من قاع الاحزان الى رأس الافراح وقدم كامبوس واحدة من اروع مبارياته الاخيرة اذ احسن الادارة والقيادة والتبديل ونجح في نقل اللاعبين من حالة الاحباط وعالجهم سريعا من آثار خسارة كادقلي ونجح في علاجهم روحيا فأعاد فيهم اكتشاف الاسود وهيبة الفهود وله القارة السمراء ان تفخر بهذا البطل الهمام الذي يرسل الانذار ويتبع القول العمل وقد ارتعدت فرائص الاسماعيلي سليل ام الدنيا وصاحب قلعة الدراويش ولكن الهلال اعلن اكل السمسمية لمناسبة اعياد الرسول الاعظم وان غداً لناظره قريب. { ونرجو ان ينعكس الفوز على مباريات الممتاز لاستعادة الانتصارات والصدارة. { خرجت جماهير الهلال ترتدي لباس النشوى والمتعة والفرحة وتطمئن على مستقبل الهلال بعد ان لفظت الايام الحوالك التي اظلت الهلال بسحابة من الحزن والشقاق ونرجو ان يكون النصر مقدمة لتلاق شامل حتى تلتقي السهام في كنانة الازرق استعدادا لمعركة قادمة زادها ان الهلال كان الصارع الاكبر لكل فرق شمال الوادي في السنوات الاخيرة ونتوقع ان يضيف الاسماعيلي لسلسلة الضحايا ويقدمه قربانا وثمنا للصعود للمجموعات الافريقية التي احتفظ بمقعد دائم فيها خلال السنوات الاخيرة.