كشفت هيئة الرقابة الشرعية على المصارف أن صيغ الربا لدى المصارف تمثل نسبة (95%) من حجم معاملاتها، وقال الأمين العام للهيئة أحمد علي عبد الله إن الصيغ الإسلامية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الخروج من الأزمة المالية العالمية، معتبراً أن الصيغ الإسلامية لم تنشأ مع الإسلام وإنما تطورت مع ظهور الإسلام وضبطت بالقواعد والأحاكم الشرعية. ودعا في المؤتمر الرابع حول الصيرفة والتمويل الإسلامي الذي نظمه المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالتعاون مع البنك المركزي إلى تطبيق التعامل بالصيغ الإسلامية في البنوك لتدفع في اتجاه زيادة الإنتاج والثروة. وقال إن الصيغ والأدوات الإسلامية منهج عالمي قادر على تحمل المخاطر. ومن جانبه طالب وزير المالية والاقتصاد الوطني عوض أحمد الجاز البنك المركزي أن يكون بقدر التحدي والمسؤولية، ودعا القطاع المصرفي بالبلاد إلى عدم معصية الله في أداء المال والاقتصاد. وقال الجاز إن للمال مواعين من الوسائل والتقنيات فلذلك لا بد أن يكون هنالك إيمان قاطع من قبل القائمين بجانب وضع المحاذير وأن تكون هنالك قناعة تامة وإيمان راسخ مبني على الاجتهاد. وناشد بتلاقح الأفكار بين النظرية والتطبيق. وأكد الوزير أن كبرى اقتصادات العالم أصبحت الآن تبحث عن ملاذ آمن في الصيغ الإسلامية. وأكد محافظ البنك المركزي صابر محمد الحسن أن المؤتمر جاء في إطار تطوير العمل المصرفي الذي بدأ بسلسلة المؤتمرات الدولية للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب مما ساعد في زيادة نسب النمو وتخطاه إلى قدرة المصارف على التعايش مع الصدمات، والأزمة المالية خير مثال، وقال إن المصارف تواجه مشاكل وعوائق حاثاً المعهد على العمل لمعالجتها بتطوير المقدرات على إدارة المخاطر وإصدار المعايير المختلفة التي تتوافق مع معايير «بازل». وقال بامبا بروجونج مدير المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب إن المعهد عمل خلال ال 30 عاماً الماضية على تطوير القطاعات المصرفية المختلفة وإن الحاجة ماسة لتطوير الخدمات المالية والاقتصادية، مؤكداً أن البنوك الإسلامية تواجه تحديات كبيرة بسبب المشاكل المالية. وقال إن المؤتمر يكتسب أهمية لقيامه في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، مشيداً بجهود البنك الإسلامي لقيامه برفع الوعي وحل المشاكل التي تواجه التحديات. وتوقع بامبا أن يضع المؤتمر حلولاً لبعض المشاكل المالية التي تواجه الصيرفة الإسلامية ومناقشة التجارب في الدول الإسلامية، متمنياً أن يكون التعاون بين المؤسسات الإسلامية وبنك السودان لتصب في تطوير الخدمات الإسلامية. وقال الخبير الاقتصادي بدر الدين حمدي إن الأزمة المالية العالمية أحدثت تأثيراً طفيفاً في المصارف الإسلامية لتعاملها بالصيغ الإسلامية، رغم ذلك حققت نمواً بوتيرة أقل أثناء الأزمة، مشيراً إلى أن هنالك إجماعاً تبلور وسط القائمين على البنوك الإسلامية بالظاهرة مما أدى إلى حمايتها من الانحراف، وطالب بزيادة الضمانات والرهونات التمويلية، محذراً أن الخطر القادم هو استمرار المنظور التمويلي الربوي إذ يمثل خطورة على البنوك الإسلامية، داعياً إلى ضرورة النظر والعودة إلى التركيز على التمويل بالمشاركة والأجل القصير لتلبية حاجة الاستثمارات.