كعادتنا في السودان نتعامل مع كل الامور بكل السطحية واللامبالاة.. وتمر علينا الاحداث والاحاديث وكأنها لا تعنينا في شئ.. ولعل ما قاله المدرب البرازيلي لفريق الكرة بنادي الهلال باولو كامبوس عن اللاعب المحترف النيجيري عثمانو امادو يحمل معه الخطير عن الحالة البائسة التي تعيشها كرتنا السودانية عموماً وانديتنا علي وجه الخصوص.. استنكار كامبوس لما ظلت الاصدارات الرياضية تكتبه على لسانه وحركته وسكونه وخطواته المرتقبة من الاشياء التي صارت معتادة عندنا ويسهل على اي مدرب ان يكتشفها بعد ايام معدودة من عمله في السودان.. وحدث ذلك الشئ لكل المدربين الذين عملوا سواء في الاندية او المنتخبات!! وعلى الرغم من فداحة الجريمة التي تؤكد غياب المهنية وابتعاد او موت الضمير الصحفي الاّ أن احداً لم يتحدث لا مؤيداً ولا معارضاً او حتى مدافعاً مع العلم بان الامانة من الابجديات التي تملي نفسها علي كل من يمتهن هذه المهنة القيادية والتي يمكن لشاغليها ان يكونوا صناعاً للقرارات المهمة في كل المجالات التي يعملون فيها سياسية كانت او رياضية او فنية .. الخ..!! لنترك تحريف تصريحات كامبوس التي تحدث عنها من قبله اوتوفيستر وكروجر وبرانكو وريكاردو وقسطنطين وبقية القائمة المتعلقة بالاسماء الاجنبية التي عملت في تدريب انديتنا ومنتخباتنا ولنتناول ماجاء في حديث كامبوس عن التسجيلات ورأيه في اللاعب امادو.. قال كامبوس: امادو لاعب موهوب ويملك من الامكانيات الكثير لكنه ليس اللاعب الذي يفيد الهلال في هذه المرحلة التي تحتاج للاعبين اصحاب خبرة يمكنهم تقديم الفائدة للفريق في البطولات سواء كانت محلية او خارجية..!! وقال كامبوس من بين ما قال: لقد اوصيت المجلس بتسجيل لاعبين بمواصفات خاصة يكون في استطاعتهم تقديم الفائدة المرجوة للهلال خاصة في المباريات الدولية التي يلعبها الفريق في المسابقات الخارجية لكنني فوجئت بلاعب صغير السن يقف عامل افتقاده للخبرة حائلاً بينه والقيام بالدور المطلوب منه في المباريات..!! انه كلام واضح من شخص يفترض انه هو المسئول عن الفريق ويعرف كل كبيرة وصغيرة في التدريب واستعانت به الادارة الهلالية للاشراف علي فريق الكرة ومنحته كل الصلاحيات اللازمة في سبيل تحقيق البطولات التي طال انتظارها من جانب شعب الهلال لسنوات وسنوات..!! والمؤسف حقاً ان صحفنا الرياضية نقلت حديث كامبوس بحذافيره بدون اي تعليق او توجيه النقد اللازم لمجلس ادارة نادي الهلال الذي نعتقد بانه ارتكب جريمة كبرى يستحق عليها المساءلة والمحاسبة من جانب الجماهير التي منحت الاعضاء الحاليين الثقة وفوضتهم لإدارة النادي بالطريقة التي تضمن له الفوز بالبطولات المحلية والخارجية..!! مجلس الهلال ترك توصيات المدرب البرازيلي جانباً وتفسح في التسجلات كما شاء وكيفما شاء ولا حاكم في خطواته التي اتبعها الاّ العلاقات والعاطفة التي لا مجال لها في مجال كرة القدم.. ولعل ما حدث للهلال من تراجع وتواضع في المستوى خلال المباريات الاخيرة ما هو الاّ تفسير منطقي ونتيجة حتمية للتخبط الذي سارت عليه الادارة الهلالية في السنوات الماضية..!! الصحافة الرياضية تمارس التشجيع على الصفحات وتنقل ببغائية ما يقوله المدرب ولا تحرك ساكناً يدلل علي انها تمتلك السلطة وتعرف الدور المناط بها لتقوم به تجاه ناديها ومهنيتها.. والايام تمضي وتصريحات المدربين الاجانب التي لم يقولوها تملأ الاصدارات الرياضية ويذهب هذا المدرب ويأتي ذاك وحالنا المائل واضح ولا يخفى علي احد بالدرجة التي حولتنا كصحافيين الى مشجعين يمارسون التعصب بدون اي خجل او رمشة عين!! يذهب ريكاردو ويأتي كامبوس.. يقال كروجر ويأتي كاربوني واصداراتنا الرياضية لا تمل ممارسة بيع الوهم للقراء في كل صباح.. ولا امل في الاصلاح ولن يأتي الامل ما دمنا نمارس التهرب من مواجهة مشاكلنا التي هي علي شاكلة اتهام الاجانب لنا في مصداقيتنا..!! كلام كامبوس خطير خطير خطير لكن ما الجديد في نظر العديد من الزملاء ما دام ان هذا الحديث سبق وان قاله ريكاردو واتوفيستر وكروجر وبقية الاجانب الشرفاء..؟!! افيقوا ياعالم يرحمنا ويرحمكم الله.