[email protected] كعادته خرج علينا السيد رئيس نادي الهلال الأرباب بتصريح من ذلك النوع الذي يعكس استصغاره لعقولنا. يظن الأرباب دائماً أن بمقدوره إقناع الأهلة بكل ما يرغب فيه. قال السيد رئيس نادي الهلال في تصريحه الأخير أن المدرب كامبوس أفضل من ريكاردو فيما يتصل بإدارة المباريات. تحدث الأرباب عن النتائج التي حققها كامبوس واستشهد بتغلبه على أفريكا سبورت العاجي. صحيح أن الهلال تعادل مع أفريكا سبورت في ملعبه وتفوق عليه في السودان. لكن لم يقل لنا سيادة رئيس الهلال من الذي كان يدرب الهلال عندما انهزم في عقر دارة بخمسة أهداف من مازيمبي. هل كان كامبوس في إجازة وأوكل أمر إدارة الفريق خلال تلك المباراة لكاتب هذه السطور مثلاً؟ علماً بأنني لو أدرت تلك المباراة لما انهزم الهلال بخمسة أهداف. ليس لأنني أملك شهادات عليا في التدريب أو توهماً مني بأنني مدرب ناجح، لكن لأن الخلل كان واضحاً لأي مشجع كرة عادي منذ بداية المباراة. كل من شاهد الدقائق الأولى من تلك المباراة تنبأ بهزيمة الهلال، إلا كامبوس الذي يحاول رئيس الهلال إقناعنا بأنه يؤدي بشكل جيد. ولعلكم تذكرون حديث الكابتن مصطفى النقر بين شوطي المباراة حيث أكد أن الهلال سوف يتعرض للهزيمة إن استمر الوضع كما هو عليه. النقر عرف مؤشرات الهزيمة رغم أن أمثاله غير مرغوب فيه داخل النادي الذي سكبوا من أجله العرق. بينما أن كامبوس الذي أتوا به من أقاصي الدنيا لم يكتشف خلل فريقه إلا بعد وقوع الكارثة. قالها النقر وقلناها نحن كمتابعين للمباراة، لكن مستر كامبوس كان في واد آخر. فقد استبدل من استحق التغيير بمن هو أسوأ وأضعف منه وكأنه يقول للاعبي مازيمبي هاأنذا أمهد لكم الطريق لتحقيق فوز لم يخطر على بالكم. كامبوس الذي يدير المباريات بشكل جيد حسب زعم الأرباب هو من لم يستطع أن يقدم المقنع أمام الموردة. وهو نفس المدرب الذي أشرف على فريق الهلال يوم الهزيمة الأخيرة من الأهلي. وهو من خسر فريقه أمام هلال كادوقلي. من حق رئيس الهلال أن يرفع من معنويات مدربه خاصة أن الفريق مواجه بمباراة صعبة. وصحيح أن بعض الإعلاميين الرياضيين الزرق قد هاجموا كامبوس بشراسة في الفترة الأخيرة. لكن كان بإمكان رئيس النادي أن يجتمع بالمدرب ويحاول رفع معنوياته داخل الغرف المغلقة. ما كنا سنسمع شيئاً لو دعاه لارتشاف أكواب من الشاي أو العصير وقال له أنت أفضل مدرب في هذا الكون. ولو أن الأمر لم يكن يحتاج لكل ذلك. فهو كمدرب محترف يفترض أنه يعرف كيف يتعامل مع النقد الذي يوجه له. أما أن يستشهد رئيس الهلال في دفاعه عن كامبوس بمباراة واحدة ونتائج محلية يعلم أن أي مدرب وطني كان من الممكن أن يحققها مع الهلال صاحب الاسم الكبير الذي يسبق ما يقدمه لاعبوه على النجيل الاخضر فهو ما أعتبره استصغاراً لعقولنا. أقول ذلك وفي البال تصريحات سابقة لرئيس الهلال لم يمر عليها سوى أيام قبل أن نفاجأ بقرارات تناقضها تماماً. فقد حدث أن هاجم الكثيرون مدرب الهلال السباق دي سانتوس.. فماذا قال الأرباب. لقد قال كلاماً شبيهاً بما نسمعه الآن، حيث أكد على قدرات المدرب الجيدة وعمله المتميز ثم بعد أسابيع وربما أيام سمعنا بمغادرة دي سانتوس. لسنا ضد مبدأ رفع المعنويات، لكننا نرفض الضحك على عقول الناس. فكامبوس ليس متميزاً في إدارة المباريات والدليل على ذلك لقاءات شتى ذكرت بعضها آنفاً كأمثلة. نتفق في أن لكل مدرب جوانب جيدة وأخرى سيئة. ونعترف بأن كامبوس منح الكثير من اللاعبين الصغار الفرصة. لكنه في نفس الوقت أضعف أداء الهلال كثيراً. لم نعد نشعر بأن للهلال هجوماً يخيف الخصوم. ولم نعد نشاهد أداءً ممتعاً للفرقة الزرقاء. أذكر أنني منذ أول مباراة له انتقدت اسلوبه في الصراح المستمر ومحاولات الهجوم على الحكام. قلت وقتها أن مجلس الهلال استجلب تاجراً جديداً يحاول أن يوهمنا بأنه يقاتل من أجل الأزرق. لست ميالاً للمدربين الذين يجلسون على كراسيهم مثل الطوب تماماً، فلاعبينا يحتاجون لبعض التوجيه أثناء المباريات. لكن الصياح على مدى ال 90 دقيقة يربك أي لاعب. كما أن توجيه جميع اللاعبين فرداً فرداً منذ بداية أي مباراة وحتى نهايتها مؤشر على أن كامبوس لا يفعل شيئاً خلال التدريبات. وحتى لا نحمل كامبوس المسئولية بمفره لابد من التذكير مجدداً بأن جودة مهاجمي الهلال ولاعبي بعض الخطوط الأخرى الحاليين مش ولابد. والسبب في ذلك هو عدم استعانة مجلس الأرباب بأهل الشأن في عملية الاختيار. لكننا نلوم كامبوس على صمته وموافقته على لاعبين غير مقتنع بهم. فقد ذكر كامبوس في تصريحات له أن أمادو يحتاج للكثير من التجارب قبل أن يقدم مردوداً جيداً. وأكد أن الهلال يحتاج للاعب الجاهز. وقال أنه أوصى بعدم تسجيل أمادو لكنه تفاجأ بعد عودته بوجود اللاعب ضمن كشف الهلال. وهنا لابد أن نسأل كامبوس لماذا أشركت اللاعب في عدد من المباريات ما دمت غير مقتنع به؟ أمادو ضعيف وعديم الموهبة، وأي طرف شمال في الهلال يمكن أن يوفقه أداءً. ما سبق حقيقة لا يختلف حولها اثنان، لكن لماذا لم يكن للمدرب كامبوس موقفاً واضحاً وقوياً في شأنه؟ كان بإمكان كامبوس أن يتجاهل وجود اللاعب طالما أنه غير مقتنع به، لكن ذلك لم يحدث وهذا يجعلنا نتساءل عن شخصية المدرب وما إن كان يخضع لرغبات الإداريين. وبمناسبة أمادو فهذه ليست المرة الأولى التي يأتينا فيها مجلس الهلال بمحترف أجنبي أضعف من لاعبي الروابط عندنا. قبل أمادو دافع كامبوس عن كابوندي.. والله كابوندي الذي لا يقنع لعبه صغيري حسام الذي لم يتعد عمره التاسعة، أكد كامبوس أنه لاعب صاحب قدرات جيدة. وبعد أن تسبب مع آخرين في كارثة ما زيمبي عرف كامبوس ومجلس الهلال أن الله حق. في كل مرة يقولون للناس أن المحترف الجديد سوف يظهر بشكل جيد إن صبرنا عليه بعض الوقت. وكثيراً ما تساءلت عن ما يدعونا للصبر على محترفين أجانب نجلبهم من بلدان الآخرين بمبالغ كبيرة. ولماذا لا يسجل الهلال لاعبين صغار من مختلف أنديتنا ويصبر عليهم بدلاً من الصبر على المحترفين الأجانب ضعيفي الموهبة. مواهبنا الصغيرة لا تجد سوى الاهمال والجلوس على دكة البدلاء . في هذه العجالة أقدم نموذجاً واحداً للمواهب الصغيرة التي لا تجد الرعاية اللازمة هو النعيم الذي لا نعرف ما إذا كان يعاني في رحلة علاجه بالقاهرة أم أن المجلس يقوم بواجبه تجاهه! وفي ذات الوقت يتدرب أمثال أمادو ليكتسبون الخبرة التي تمكنهم من خوض المباريات! دي مش صورة مقلوبة بس.. دي صورة مدشدشة عديل. عذراً كامبوس فلم أكن راغباً والله في توجيه سياطي نحوك خاصة في هذا التوقيت، لكن ماذا نقول في رئيس الهلال الذي يفرض علينا في الكثير من الأحيان الخوض فيما نحاول تجنبه. احترم عقولنا يا أرباب حتى نحترم مجلسك الموقر!