(البريدك موت.. قالوا بتريدو) يغني المغني على هواه ولكننا نريد من الحكومة القادمة والمعارضة القادمة لأنه واهم من يظن أن الانتماءات السياسية لن يحركها وازع التغيير والتبديل كما حدث لمن ينتمون لتلك الأحزاب وكلٌ يلعب لصالح ورقه الخاص نريد منهما أن يغنيا على هوى هذا الشعب الذي أصبح ينتفس ثاني أكسيد الكربون سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. نعم أن الحكومة والمعارضة (الآن) يعشقان هذا الوطن على طريقة (البريدك موت) ومن ثم فإننا لا نحبذ مثل هذه (الريدة) أو مثل حب ذلك الأب في فيلم (الحقل) ذاك الأب الذي استطاع أن يخصّب أرضاً بالسماد الذي يأتي به من منطقة بعيدة بالقرب من نهر وذلك بمساعدة ولديه. كان الأب (يحاصر) ولديه بحبه لهما ليعشقا الأرض مثله، مما جعل أحدهما يضيق ذرعاً بهذا الحب فشنق نفسه!! وحينما أتى دخيل إلى المزرعة المتفجرة بالخصوبة التي يعيش فيها الأب (مستأجراً). صاحبة الأرض طرحت الحقل الخصب في مزاد ولم يستطع الأب أن ينافس (الدخيل) في قيمتها، ومن ثم لم يجد الأب الذي أصابته لوثة عقلية سوى أن يطارد قطيعه من الثيران والأبقار، بعصاه ويدفع بها نحو هاوية جرف على حافة النهر الذي كان يجلب من ضفافه السماد. أراد الابن أن يوقف هيجان والده وينقذ القطيع المنحدر نحو الجرف كالسيل ولكن القطيع أخذه بين رجليه ودفع به نحو الهاوية ليلقي مصرعه بالقرب من حافة النهر لتحيط به جثث جميع القطيع التي وقعت من ذلك العلو. سلك الأب طريقاً آمناً نحو موقع جثة ابنه وجثث قطيعه.. وأخذ طريقه نحو النهر، بينما كان يضرب الأمواج الهادرة ويطاردها بعصاه وهو يصرخ ويردد بأن ابنه لم يمت وانه لم يفقد أرضه ولم يدفع بقطيعه إلى الانتحار.. إلى أن توغّل داخل النهر وغيبته الأمواج. هذا الأب و(على طريقته) أحب أرضه (موت) وأحب ولديه (موت) وأحب قطيعة (موت) وأوردهم جميعاً من خلال ذاك (الحب) مورد التهلكة. ونقول للحكومة والمعارضة القادمة إن (ريدتهم) القديمة للوطن كانت على طريقة (الريدة الكتيرة يا حنيّن شقاوة) يجب أن يستبدلوها بأغنية (البريدك مواطنة وسلام وحب وحرية وعدل) وهذا ما يطلبه المستمعون من أبناء هذا الوطن.. وليت أصحاب (ساس يسوس) يعون الدرس حتى تطلع صورة ديمقراطيتنا القادمة (حلوة). { مدرس مسطول بيشرح على السبورة في الفصل وضهره للتلاميذ.. سمع صوت عالي، فقام قال بدون ما يلتفت: أسكت يا ود يا إسحق، أحسن أقوم أضربك.. التلاميذ قالوا ليهو: إسحق غايب يا أستاذ.. قال ليهم: لما يجي وصلوا ليهو التحذير دا!!