كشفت مصادر «الأهرام اليوم» أن المؤتمر الوطني شرع بالفعل في الإعداد للاحتفال بالفوز وتهيئة دوره ومراكزه لاستقبال المرشحين المتوّجين، وتم تكوين لجنة للتدارس في شكل الكرنفالات التى ستعم البلاد عشية إعلان النتيجة، وقالت المصادر «إن الرئيس عمر البشير سيفوز بفارق كبير على منافسيه، كما أن الحزب سيفوز بغالبية مقاعد البرلمان المخصصة لشمال البلاد وحكام الولايات ال 15 في الشمال». وأضافت أن الوطني «شرع في الإعداد للاحتفال بالفوز»، موضحة أن البشير بدأ يدرس تشكيل حكومته الجديدة. وتوقعت المصادر «أن تختفي وجوه ظلت تتقلب في الوزارة 20 عاماً»، وأن يتجه الرئيس إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وجاءت دعوة الدكتور غازي صلاح الدين في ذات الاتجاه بضرورة تشكيل حكومة قومية، بالرغم من أن القوى المعارضة عدّت هذا الاستباق كشفاً للتزوير، ومن منظورها أن تلك النتيجة التى ستعلن غير حقيقية ومغشوشة، وكان على المفوضية أن تعيد قراءة النتائج بشكل مختلف، فالعكس هو الصحيح، وبما أن هذه النتيجة لا تحتمل إعلان الأول، والأول مشترك لأن أعداد المقاعد محجوز للأوائل فقط، فهنالك بعض الدوائر تم تجميدها لإعادة عملية الاقتراع فيها بعد ذلك، بينما هنالك دوائر ربما يتعادل فيها المترشحون الذين تتشابه حظوظهم، وفي هذه الحالة سوف تعاد الانتخابات فيها أيضاً دون أن ينجح أحد، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية أول أمس الثلاثاء عن فوز (27) مرشحا بالتزكية وهؤلاء ضمنوا الفوز مبكراً دون توتر وحريق أعصاب، وأشارت المفوضية إلى أن إعلان نتائج الانتخابات العامة بالبلاد سيبدأ اعتباراً من يوم غد الجمعة وبعدها سوف تنطلق المسيرات ومواكب التهاني للمرشحين الذين ستعلن المفوضية اكتساحهم العملية بالفوز بفارق كبير أو قليل، وقد انتعشت أسواق (الخرفان) قبل يوم من إعلان النتيجة فهى مناسبة استغلها تجار الخرفان، وسوف تذبح الذبائح وتوزع الحلوى والمشروبات على الناخبين، وبالرغم من ذلك يظل هنالك سؤال ملح يطرح نفسه، فطالما أن المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم صرف على حملته الانتخابية (7) مليارات، فكم ستكلف فاتورة احتفاله بالفوز على مستوى السودان في أول تجربة ديمقراطية بعد عشرين عاماً من الحكم؟ وهل يختتم هذا المشهد بالنصيحة التى غالباً ما تحملها أفلام (الأكشن) وهي «أن تجارة المخدرات مربحة جداً بشرط أن تتعلم إخفاءها بعيداً عن أعين الصحافة والشرطة»!.