بعد (5) أيام من تدافع الناخبين وتسابق المرشحين تحت نظر مفوضية الانتخابات وكاميرات المراسلين وأقلام الصحفيين، وفي ظل تغطيات إعلامية مميزة وآليات رقابة شفافة كشفت العديد من الخروقات والأخطاء، وتدخلت العدالة لتنصف المرشحين الذي ظلمهم منافسوهم باستغلال أخطاء المفوضية وشبهات التزوير والأساليب الفاسدة، قررت المفوضية إلغاء الانتخابات في (17) دائرة قومية و(16) ولائية أبرزها الدائرة (13) الثورة الغربية التي أثير حولها جدل كثيف في أعقاب اكتشاف خروقات وأخطاء فادحة دفعت بعدد من المرشحين بها إلى الانسحاب من السباق الانتخابي، في مقدمتهم الأستاذ الهندي عز الدين رئيس تحرير «الأهرام اليوم»، حيث عقدوا مؤتمراً صحفياً محضوراً بمقر الصحيفة شهد حضوراً كثيفاً لمراسلي وكالات الأنباء والقنوات الفضائية، وطار خبر الانسحاب ليزحم الفضاء ويعلن عن اتساع دائرة الظلم، غير أن يوم أمس «الخميس» حمل نبأً مغايراً بإلغاء الانتخابات وإعادتها خلال (60) يوماً. قررت المفوضية القومية للانتخابات إعادة العملية في «33» دائرة وقعت فيها أخطاء بتبديل البطاقات والرموز وذلك خلال «60» يوماً وتمثل الدوائر القومية 6% من جملة دوائر الإعادة، والولائية 2% وفي السياق تبدأ المفوضية في الحادية عشرة من صباح اليوم إعلان النتائج من قاعة الصداقة بالخرطوم. وفي الأثناء نفى رئيس المفوضية القومية للانتخابات «أبيل ألير» في رده على سؤال للصحيفة أن تكون المفوضية فقدت سيطرتها على إدارة العملية بولايات جنوب البلاد على خلفية التجاوزات والخروقات التي يدخل الجيش الشعبي طرفاً فيها بحسب الشكاوى التي وردت المفوضية، وقال إن تلك الشكاوى يجب أن توجه إلى النيابات المتخصصة التي ستفصل فيها. وأشاد ألير خلال تطوافه على عدد من مراكز الاقتراع بالدوائر 26 و28 أركويت والفردوس بالخرطوم بالمستوى الحضاري الذي انسابت به عملية الاقتراع والروح الطيبة التي سادت بين موظفي المفوضية ووكلاء الأحزاب والمراقبين وأضاف أن هذا السلوك مطلوب لممارسة التحول الديمقراطي. وفي ذات الاتجاه أكدت المفوضية القومية للانتخابات أن عمليات فرز صناديق الاقتراع ستبدأ في الثامنة من صباح اليوم «الجمعة» 16/4/2010م وناشدت المفوضية القومية للانتخابات «الخميس» رؤساء اللجان العليا للانتخابات بالولايات التأكد من تسلُّم الاستمارة رقم «5» الخاصة بالفرز والنتيجة ليتم ملؤها عند الفرز.من جهته قال رئيس لجنة انتخابات الخرطوم ل«الأهرام اليوم» إنه سيكون متاحاً للمتنافسين قيادة الحملات الانتخابية وسيفتح باب التقديم للدوائر المذكورة للذين يرغبون في الترشيح، بينما ستكتفي اللجنة بالإجراءات التي اعتمدتها سابقاً للمرشحين الحاليين. وفصّلت المفوضية الأسباب التي أدت لإعادة الانتخابات بالدائرة القومية الأولى أم درمان شمال وهو خطأ في الرمز الانتخابي، فيما كان تداخل البطاقات وراء إعادة الانتخابات بالدوائر الآتية: الثورة الغربية (13) الثورة الشرقية (12)، الخرطوم شرق (28) فضلاً عن دائرة الريف الشمالي بأم درمان ودائرة ولائية بالريف الجنوبيأم درمان بسبب الرمز. إلى ذلك أشاد الأستاذ الفاضل عوض الله، المحامي الذي ترافع عن المرشحين بالدائرة (13) - الثورة الغربية، أشاد بالوقفة الشجاعة للأستاذ الهندي عز الدين بقراره الانسحاب من الدائرة بالتضامن مع مرشحين آخرين، وكتاباته القوية في كشف التجاوزات بالدائرة. راجع شهادتي لله