خلت قاعة الصداقة عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم أمس «الجمعة» من الراغبين في مشاهدة أحد الأفلام الهندية عساهم يفرغون هموم حياتهم اليومية في لحظة رومانسية لا يعكرها شق السهم لقلب المحبوبة، كما يفعل المراهقون في رسوماتهم على جدران حائط المدرسة، لكن ذات القاعة لم تخلُ من رجال الأمن والشرطة وقيادات مفوضية الانتخابات الذين اتخذوا منها مقراً صحفياً لإعلان نتائج الفرز لأصوات الناخبين في (1060) دائرة جغرافية. بلغت نسبة الأخطاء منذ أول أيام الاقتراع (3%) واكتمل نجاحها بنسبة (97%) بعد أن أشارت التقارير الأولية الى أن نسبة المشاركة فاقت أكثر من (60%)، بحسب المركز الصحفي للمفوضية. عند مدخل القاعة الخارجي استوقفني أحد رجال الأمن وطلب مني إبراز هويتي الصحفية قبل أن يتأكد رجال التحقيقات الجنائية والمعامل الفنية بالشرطة أنني لا أحمل أي متفجرات تحت ملابسي، وذلك بعد أن مررت على جهاز للكشف وكلب بوليسي يترقبني بعين فاحصة وكأنني أحد أعضاء الأحزاب السياسية المقاطعة للانتخابات، كان كل شيء تحت السيطرة الأمنية؛ العربات والكاميرات والأقلام وساعات اليد والهواتف النقالة، لقد تعرضت الأدوات للفحص الفني، وفي داخل القاعة الرئاسية انتشر بعض رجال الأمن في الأطراف وأمام المنصة التي جلس في منتصفها رئيس المفوضية أبيل ألير وعلى يمينه نائبه عبد الله أحمد عبد الله، وبدأت وقائع المؤتمر الصحفي لإعلان المرشحين الفائزين بالتزكية، وتحدث ألير باللغة الإنجليزية وعجزت أجهزة الترجمة عن أن تنقل خطابه الى معاني اللغة العربية لغياب المترجم، غير أن نائب رئيس المفوضية عبد الله ترجم حديث رئيسه الذي شكر وسائل الإعلام بعد أن بدأت عمليات الفرز والعد في كل مراكز الاقتراع بالسودان وخارجه، مشيراً الى أن إعلان النتائج سيكون (3) مرات يومياً إلى يوم الخميس المقبل عند الساعة (11) صباحاً و(3) ظهراً والثامنة مساءً. وقال عبد الله إن نتائج الانتخابات ستعلن في المراكز وترفع للجان العليا بالولايات قبل أن تسلم للمفوضية بالخرطوم. وقدم رئيس اللجنة الفنية بالمفوضية الفريق الهادي محمد أحمد الذي أعلن اسم أول الفائزين بالتزكية وهو أنجلو جيمس سيلير نو جامبيري، من الدائرة (3) جوبا غرب القومية عن الولاية الاستوائية الوسطى وهو ينتمي للحركة الشعبية ومن بعده محمود علي بيتاي محمد من دائرة همشكوريب القومية رقم (9) ولاية كسلا وهو ينتمي للمؤتمر الوطني، ومن بعده جونسون جونكيو كولانق من الدائرة القومية (1) يرول غرب ولاية البحيرات، ومن بعده ول دينق أليو من الدائرة القومية (3) قوقريال غرب بولاية واراب، ومن بعده أتيم قرنق دينق ديكويك نائب رئيس المجلس الوطني السابق من الدائرة القومية (6) بور شمال بولاية جونقلي، وثلاثتهم ينتمون للحركة الشعبية. وكذلك ضمنت الحركة الشعبية (4) نواب بالمجلس التشريعي للجنوب بعد أن فازوا بالتزكية وهم: أنقور يانق مارك لوتيدي لوشاب من الدائرة (4) كبويتا شمال بولاية شرق الاستوائية ومارك لوشيبي لوشو لوبي من الدائرة (6) كبويتاجنوب بشرق الاستوائية وانتوني لينو ماكانا من الدائرة (5) يامبيو بولاية غرب الاستوائية وديفيد دينق أثوربي أبار من الدائرة (6) يورول غرب من ولاية البحيرات. وفاز (16) نائباً ينتمون للحركة الشعبية في مجالس تشريعية ولائية وهم القس جون ماليش ديكي فنسنت عن دائرة توري (15) بالولاية الاستوائية الوسطى وجورج ايكوم لوتيانق من الدائرة (13) لوتيمور بولاية شرق الاستوائية وجبرومي قاما سرور بادا من الدائرة (26) موتقالي بشرق الاستوائية وجيمس أدو فوتوكي من الدائرة (28) بابيرو بولاية غرب الاستوائية ومابور أتير دهول كوك من الدائرة (7) ميوم بولاية البحيرات وانيار انيار دور من الدائرة (23) ساركونيق بولاية غرب بحر الغزال وابراهام ديمو سيريلو من الدائرة (18) مابيل بولاية غرب بحر الغزال ومادوت دوت دينق من الدائرة (25) التونج شرق بولاية واراب وويليم كوت أتير أيوك من الدائرة (13) قوقريال بولاية واراب وبونا بانق دميل من الدائرة (11) أكون جنوب وغرب بولاية واراب ومايار دينق مايار من الدائرة (10) رايو وألك شمال بولاية واراب ودميو بول دميو من الدائرة (9) أكون شمال بولاية واراب ودينق أبيم باقان ألور من الدائرة (2) أبيي وأجال كواك بولاية واراب وأروب دينق كول أروب من الدائرة (1) أبيي بولاية واراب وألير ميشيل ماليت أبان من الدائرة (28) أتوك جنوب بولاية جونقلي. ونال أحد المستقلين مقعده في المجلس التشريعي لولاية شمال كردفان وهو محمد الأمين محمد أحمد فضل الله الإعسير عن الدائرة رقم (29) أم بادر ورُحّل الكواهلة، ونال المؤتمر الوطني دائرتين في المجلس التشريعي لولاية كسلا وفاز بالتزكية أحمد حامد محمد موسى عن دائرة همشكوريب الجنوبيةالغربية رقم (28) وآدم أبوطاهر محمود سعيد من دائرة تلكوك رقم (23). ويشير محمد الحسن الأمين نائب رئيس المجلس الوطني السابق الى اتصال حزبه المؤتمر الوطني بكافة القوى السياسية، بعد التأكيد على أن المؤتمر الوطني كان له دور بارز في توفير كل الإمكانيات لقيام الانتخابات وأن يقول الشعب السوداني كلمته في صناديق الاقتراع، وأن تلتزم الأحزاب بالأخلاق والوطنية لقبول النتائج، مشيراً الى التزام المعارضة المقاطعة للانتخابات بجعل الحوار الديمقراطي هو الأساس وأن لا يلجأ أي حزب لأسلوب يعكر صفو البلاد وأمنها، ويؤكد بأن هذه الرسالة وصلت للأحزاب بالداخل ولدول الجوار، ونقل عن الأحزاب قناعتها بالجنوح للعمل السلمي والتعبير بالأسلوب الديمقراطي عن موقفهم من نتائج الانتخابات، مؤكداً التزام المؤتمر الوطني بالانفتاح نحو الحريات. وعندما سألته عن احتمال أن تنال الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني غالبية مقاعد المجلس الوطني من خلال الأعلان الأوليّ للنتائج قال محمد الحسن الأمين: دعني في البدء أهنئ زميلي أتيم قرنق الذي فاز بالتزكية، ثم واصل قوله: هذه النتيجة تشير الى أن الحركة الشعبية تمثل ثقلاً في الجنوب والمؤتمر الوطني يمثل ثقلاً في الشمال وأن مسيرة الشريكين ستمضي ولن يحدث تغيير مزعج وليست هنالك أية مفاجآت انتخابية بتراجع المؤتمر الوطني لتأتي مكانه قوى سياسية أخرى رافضة لاتفاقية السلام الشامل.
