ورثت المرأة السودانية عن جدتها في الجزيرة العربية عادة (دق الشفة السُّفلى) أو (دق الشلوفة)، ويقول علماء القبائل والأجناس إن كل نساء قبائل السودان المنحدرة من أصول عربية أو ساكنت تلك القبائل، تأثرن بهذه الظاهرة ومارسنها وخضعن لعملياتها المؤلمة والشاقة من أجل الظهور أكثر جمالاً أمام أزواجهن، لأن عملية (دق الشلوفة) مقرونة بالأسبوعين الأخيرين قبل زواج الفتاة التي خضعت من قبل لعملية دق (اللغب) وأشر الأسنان في الشفة العليا دليلاً على بلوغ الفتاة سن الرشد. (الأهرام اليوم) سألت إحدى الأمهات السودانيات اللائي عُرفن بحب التراث ومضامينه عن هذه العملية بكل ما تحمل من آلام للمرأة فقالت الحاجة ثريا محي الدين: إن النساء في السابق كن يقمن ب(دق) الشفاة قبل شهر أو شهرين من موعد زواجهن، وكانت عملية دق (الشلوفة) تُجرى لهن بواسطة ربط حزمة من (الإبار) ما يعادل (24) إبرة أو (دستين) والبعض ب(24) شوكة من (شجرة السُّنط)، وتوضع الإبار أو الشوك في مستوى واحد حيث كان يقوم بإجراء هذه العملية مجموعات عرفت محلياً ب (الحلبة) ومفردها (حلبي) حيث يقومون بخلط (السكن والظهر مع بعضها ويصطادون السمك ويأخذون من بطنه عصارة صفراء أو «الأتّي» ويقيمون بتنشيفها وسحنها وخلطها مع ثاني أكسيد الكربون «السكن» والظهر ويضاف إلى الخليط قليل من الماء وزيت السمسم) وأضافت أما نحن فقد قامت بإجراء (دق شلاليفنا) (زينب بت عزب) واختها (نفيسة) وكانتا تقطنان بالقرب من ضريح الشيخ خوجلي وتقوم النساء بإعداد البلح والحلوى ويذبحن خروف وتُدعى له كل نساء الفريق وكذلك الفتيات وجميع الأهل. وتسترسل ثريا: (تُجرى العملية بأن توضع ال(24) إبرة أو حزمة الشوك في الخليط (السكن والظهر والأتّي) وتُدق به الشفاه وتُعاد هذه العملية عدة مرات إلى أن يتقاطر الدم بغزارة ويحل محله ماء. وبذلك يُعرف بأن العملية تمت بنجاح حيث تقوم النساء بتشجيع العروس وتخفيف حدة الآلام ويغنين لها بأشهر الأغنيات آنذاك (دقولا دقولا.. بنت الراجل أب شورى.. حكومة يا زولا.. دقولا ما بتبكي بت الراجل العرضي)، وبعد إجراء العملية مباشرة والتي تتم دون تخدير (بنج) مما يصاحبها من آلام شديدة وأورام مما يجعلها تشرب ببراد الشاي ويستغرق اندمال الجرح فترة (15) يوماً وتصحبه قشور تُمسح بزيت السمسم (الدافئ) لإزالتها. أما دق (اللغب) فيكون للفتيات وفي ذات اليوم الذي يُدق فيه للعروس تدق للفتيات (اللثة العليا) دون مس الأسنان وتكون العملية أقل ألماً وتتم بذات الشوك أو الإبر.