فتيات القبيلة تجمعن في يوم مغاير لباقي الايام لحضور طقوس تركيب الزمام لاحدى حسان الحي هي صورة تتجسد معانيها ايذاناً باكتمال نضوج انثى وانتقالها من مرحلة العزوبية الى الزواج.. تلك التفاصيل موجودة في عدد من القبائل ضمن العادات والتقاليد والارث الموصوم بالقبيلة.. استخدام الزمام عند اغلب السودانيين مرتبط بتلك الطقوس لكنه ليس قاصراً كزينة عند البشر وحدهم حيث ان قبائل الابالة والكبابيش يعزون الابل ويرسمون صورة جمالية لها كنوع من المعزة باستخدامهم زماماً من الذهب يضعونه على انف الجمال الاصيلة.. والزمام كما هو معروف حلقة ذهبية توضع على أنف الانثى ويسمونها «الشنيف» ابورشمة والرشمة هي النقوش الهندسية الدقيقة على الزمام.. وما يلبس حالياً عند بعض الفتيات يسمى (القشة) وهي القطعة الذهبية التي تدخل في محل الزمام في الانف.. وقديماً كانوا يضعون القشة هذه من قش المحريب لأنه صحي ونظيف كي تحفظ الفتحة لحين ظهور مناسبة للبس الزمام ومع تقادم الزمن تطورت تلك القشة من المحريب الى الذهب والفضة.. الزمام الآن اصبح موضة عند النساء والفتيات بل اصبح نوعاً من التميز والابهار للحسان ويعطى لمسة جمالية تجذب الآخرين.. بعض نجوم المجتمع وسموا وجوههم بالزمام كنوع من التقليعات المحببة مثل المطربة ندي القلعة وحنان بلوبلو وايمان لندن والممثلة هالة اغا.. الباحث الفلكلوري دودي جمعة قال: ان اغلب السمات في السودان متشابهة عند بعض القبائل مع اختلاف متباين بحسب البيئة.. واضاف: على سبيل المثال عند قبائل المسيرية نجد الفتاة عندما تكون مقبلة على الزواج تبدأ الطقوس بدق الشلوفة اولاً باستخدام الشوك لدق الشفاه وبعد ذلك تخرم الانف (احداث ثقب) بواسطة الابرة ويتم وضع الزمام في الانف اليمين اولاً وفي الانف الشمال توضع قشة المحريب وعلى الزمام تحلى أنف الفتاة أوالعروس بالذهب أوالفضة حسب الامكانية وكل ذلك يبين مدى قوة تحمل الفتاة وفراستها. الباحث دودي اوضح ان قشة المحريب التي توضع على الانف عند بعض النساء هي صحية وتحافظ علي ثقب الانف حتى لا يلتئم.. مواصلاً بقوله: انه في السنين الاخيرة اصبحت بعض الفتيات يلجأن الى وضع الزمام على الانف بشكل تلاحم وهي عملية تسمى الدجاجة وهي اقرب للخوذة العسكرية اوالطاقية الرومانية.. وفي آخر حديثه اوضح بأن الزمام يعتبر من الاشكال الجمالية التي تتزين بها الفتاة التي رجعت عند البعض موضة متجددة..