ميري سمبا من مواليد جوبا غرب الإستوائية حضرت إلى الخرطوم في العام 1988م وتنقلت في سكنتها بين مدينة الرياض، العمارات، المنشية وامتداد ناصر والآن استقر بها المقام ببري المحس. التقتها (الأهرام اليوم) في دردشة حيث أوضحت بقولها: علاقتي بالشمال جميلة جداً.. خلقت لي نوعاً من التواصل والصداقات خاصة مع جيراني ببري المحس. ورغم أني جنوبية إلا أني أعيش معهم أفراحهم وأحزانهم. وأردفت أصبحت أعد لهم الرحلات التي أعتبرها تُسهم في كثير من التواصل. وترى ميري ألا فرق بين الشمال والجنوب. وتقول فأنا أرى الشماليين مثل أهلي تماماً مما جعلني أذهب في زيارات ومناسبات متعددة إلى مدني والدويم وعطبرة، غير أني أحزن كثيراً عندما أسمع من يطالب بالانفصال ولأنني وجدت الشماليين مثل أهلي تماماً فلا أطالب بالانفصال. وأكدت أن عملية الانتخابات سارت بطريقة منظمة، وقالت إنها لم تشهد لها مثيلاً في العالم الأوروبي والإفريقي. وعن عادات وطقوس الأعراس في الشمال والجنوب أبانت بأن هنالك اختلافات، خاصة في الشمال. فوجدت أن العرس يعجبني جداً خاصة عندما يحضر أهل العريس الشيلة بخلاف ما في الجنوب لا توجد مثل هذه الأشياء، فقط يُدفع المهر. أما فيما عداه يعتبر كهدية وليس لدينا في الجنوب ما يُسمى بفطور أم العريس. وأفادت بأننا يوم سد مال العروس نقوم بإخراج أهل العريس من منزل العروس و(نقفل الباب) ونطالبهم بفتحه للدخول مقابل مبلغ معين من المال والذي يُقدر ما بين (2-5) ملايين جنيه (بالقديم)، ثم بعد ذلك يتم إكرامهم ومن ثمّ يقوم أهل العريس بدفع المهر. فإذا كانت العروس (متعلمة) يُطالب أهلها بما أُنفق عليها في التعليم ويقدر بمبلغ رمزي مثلاً 10ملايين جنيه يدفعها العريس ثم يدفع أهل العريس لأم العروس (حق الرضاعة) وبالمقابل يُدفع لوالد العروس (قروش) العصا والكرسي والطاقية والبدلة. وتقول ميري وبذلك تتم الموافقة مبدئياً على قبول العريس. وأوضحت بأنه في قبيلتنا يتم تحديد دفع 24 من الأغنام و24 من الخراف و12 بقرة 10 ملايين جنيه مهراً. وتُفصل على أن تُعطي لعمة العروس (1) ماعز وكذلك لخال العروس أو خالتها فتعطي لها دجاجة واحدة حيث يتم إطلاقها بالحوش فلو قاموا بقبضها دليل على إتمام العرس. وتستطرد بأن العريس يمكنه دفع جزء من المهر أما ما تبقى فعليه دفعه بعد الزواج. أما إذا ماتت العروس -لا قدر الله- لا تُدفن إلا بعدما يدفع العريس بقية المال وما سبق يعتبر مراحل (سد المال) فقط. أما عن الزواج فتقول يمكن أن يتم الزواج الرسمي في الكنيسة وفي هذه الحالة تكون العائلتين موجودتين ويمكن أيضاً أن يكون الزواج في البيت. وتضيف من العادات المحببة إليَّ في الشمال تكون في شهر رمضان المعظّم وذلك بإحضار (فرحة الصائم). وبالرغم من أني مسيحية فيعطونني مثلي مثل المسلمين تماماً. وتقول ميري أحب الأكلات إليَّ هي (ملاح التقلية والكسرة والعصيدة). ونحن الجنوبيين من طباعنا حب العصيدة. وتضيف ميري بالرغم من دراستي للفندقة والسياحة، تعلمت صنع الخبائز والمأكولات مما جعلني عضوة في جمعية ترقية المرأة في الخرطوم حيث أنني أعمل بقسم التغذية وأقوم بعمل كورسات للنساء ليقُمن بعمل التجارة من داخل المنزل لمساعدتهن في شؤون حياتهن. وأردفت تعلمت أيضاً صنع الريحة حيث أنني أشارك جاراتي في كل المناسبات ومن بينها (دق الريحة) مما جعلني أُتقنها فأصبحت النساء يطلبن مني صنعها. والآن أقوم بدق الريحة وصناعة البخور والدلكة والكبريت.