قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي شارك مركزه في مراقبة الانتخابات في السودان؛ إنه على الرغم من المعارضة المسبقة للانتخابات والتنديد الشديد بها من جانب العديد من المنتقدين، فإنها ستسمح للسودان الذي تمزقه الحرب بالتحرك قدماً نحو تحقيق سلام دائم، وتعزز مسعاه لإرساء ديمقراطية حقيقية. ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمس الانتخابات في السودان بأنها أكثر الانتخابات تعقيداً من بين 75 عملية انتخابية راقبها مركزه. وأضاف أنهم شاهدوا انتخابات منظمة بشكل عام، وإقبالاً جيداً من الناخبين. غير أنه أشار إلى أنه كما كان متوقعاً فقد شابت العملية الانتخابية أخطاء ملحوظة حالت دون تلبيتها للمعايير الدولية. وقال كارتر إنه على الرغم من ذلك فإنها لبت متطلباً مهماً في اتفاقية السلام الشامل، التي تنص أيضاً على إجراء استفتاء على مستقبل جنوب السودان في عام 2011. وذكَّر كارتر بمقاطعة بعض أحزاب المعارضة للانتخابات بعد انتهاء فترة الحملات الانتخابية. وقال إن تلك الأحزاب ساقت ثلاثة أسباب لمقاطعتها وهي: منع إلحاق هزيمة بالبشير قد تؤدي إلى إثارة أعمال عنف واسعة النطاق، وإلغاء اتفاقية السلام الشامل واستفتاء الجنوب، والسبب الثاني هو تجنب إلحاق هزيمة مثيرة للحرج بالنسبة لمسؤولين سابقين لم يحصلوا على تأييد يُذكَر خلال الحملات الانتخابية. أما السبب الثالث، فقال إنه تجريد العملية من مشروعيتها، وتجنُّب إضفاء شرعية على فوز البشير. وخلص كارتر إلى القول إن الانتخابات هي الأمل الوحيد لشعب شجاع عانى كثيراً، ومن بينه أهل دارفور، الذي أتيحت له ولو جزئياً على الأقل فرصة تذوق طعم الحرية والسلام والديمقراطية. من ناحية أخرى، دعا زعيم حزب الأمة في السودان الصادق المهدي أمس الأربعاء إلى اتفاق سياسي وطني، مؤكداً أن المؤتمر الوطني إذا عمل في الفترة المقبلة بوعي وإدراك لحجم التحديات التي تواجه البلاد؛ فمن الممكن التوصل إلى اتفاق سياسي يجنِّب البلاد أزمة كبيرة. من جانبه قال د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهوية إن الحكومة السودانية الجديدة لن تكون حكومة إئتلافية، وإنما ستضم الذين يشاركون الرئيس عمر البشير في أفكاره، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة ستجري بعد أربع سنوات. وقال نافع في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن حزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه عمر البشير لن يجري مشاورات قبل تأليف الحكومة، وأن هذه الحكومة لن تضم أولئك الذين لا يشاركون الرئيس في برنامجه. وأضاف أن الحكومة لن تكون إئتلافية، بل قائمة على أساس برنامج سياسي، مشيراً إلى أن الرئيس البشير يحتفظ بالحق في تعيين وزراء من غير الفائزين في الانتخابات التشريعية. وتوقع نافع أن يجري تشكيل الحكومة في أواخر مايو وبداية يونيو، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة ستجري بعد أربع سنوات. وكانت جامعة الدول العربية هنأت البشير بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى «المراس» و«الحكمة» اللذين يتمتع بهما.