ارتسمت ابتسامة رضا على وجه إحدى السيدات وهي تحكي لوالدتها التي يبلغ عمرها «80» عاماً قصة حصولها على مبلغ «250» جنيهاً من أحد سماسرة الدولار بعد أن قام باستخراج تأشيرة لها لإحدى الدول العربية بالإضافة إلى منحها مبلغاً مالياً ووعدها بالمزيد حال إحضارها لمزيد من جوازات السفر بذلك الخصوص. وسر الابتسامة أن والدتها التي تتجول ما بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والإمارات أصابتها الدهشة من التجارة بالدولار في السوق الأسود بواسطة وثيقة السفر الرسمية المعتمدة من قبل وزارة الداخلية. وبحسب التحقيق الميداني ل «الأهرام اليوم» فإن سماسرة النقد الأجنبي وبالأخص الدولار يبشّرون من يمتلكون جوازات السفر بأنهم سيستخرجون لهم تأشيرات ويمنحونهم مبالغ مالية تتراوح ما بين (250 - 350) جنيهاً مقابل الحصول على الآلاف من الدولارات من الصرافات والبنوك. ويكشف أحد خبراء الاقتصاد العاملين في مجال النقد الاجنبي ل «الأهرام اليوم» المخاطر والآثار الاقتصادية السالبة من ذلك بالقول: «مع وجود سوق أسود ناتج عن الظروف الحالية بنقص موارد النقد الأجنبي اتجهت الدولة إلى تركيز استيراد السلع الاستراتيجية، ولكن ظهور سوق «المواسير» الجديد يخلق سوق مضاربات بدخول سماسرة النقد الأجنبي واستغلال جهل المواطن بالمبالغ المصدقة له للسفر إلى خارج السودان»، ويضيف: «بنك السودان المركزي سمح للصرافات والبنوك بالبيع للعملاء لأغراض السفر بما لا يتجاوز حوالى ألفي يورو أو ما يعادله من العملات الأخرى بعد تقديم طلب من المسافر ومعه صورة من تأشيرة الخروج وتذكرة السفر». وينبّه الخبير الاقتصادي إلى أن بعض الصرافات تختم جوازات السفر ولكن بعض البنوك لا تشترط ذلك عند سحب الدولارات مما يتيح لسماسرة النقد الأجنبي أن يكرروا العملية لمرات عديدة. ولا تفوته الإشارة إلى الصفوف الطويلة للمسافرين أمام الصرافات ويقول إن معظهم من السماسرة الذين يضايقون المحتاجين الأساسيين للنقد الأجنبي. وبمعادلة اقتصادية بسيطة فإن سعر الدولار في السوق الأسود هذه الأيام يتجاوز (2.710) في مقابل (2.361) بحسب سعر البنوك؛ مما يتيح للسمسار أن يحصل على مبلغ (ألف جنيه) كربح حال حصوله على مبلغ (3) آلاف دولار بواسطة جواز السفر الواحد.