{ لا تنفك الزميلة العزيزة «سهير عبد الرحيم» مديرة قسم الإعلانات تبدي تذمرها الواضح من الرسائل التي ترد بخصوصنا إلى هاتفها الجوَّال، الذي تحتَّم عليها بحكم وظيفتها بالصحيفة إدراج رقمه صراحة بالصفحة الثانية، ولكن للأسف بعض القراء لا يكونون عند حسن ظننا، من حيث الرُقي، وحسن الخُلق، فيخرقون الضوابط الأدبية المفروضة، ويستخدمون رقم «سهير» لأسباب غير المفترضة له. { ولأن لكل مهنة متاعبها؛ فإن مهنتنا المعروفة أصلاً بمهنة المتاعب تحمل لنا الكثير من الآلام والصدمات والمتاعب، ورغم أننا نضع عناوين بريدنا الإلكترونية في أماكن واضحة، ونفتح فضاءاتنا الإلكترونية للجميع لنبدي استعدادنا الدائم للتواصل؛ إلا أن ذلك يعود علينا أيضاً بالوبال في كثير من الأحيان، وبينما نسعد برسائل القراء الثرَّة والقيِّمة والمهذبة؛ تعترض طريق سعادتنا تلك، بعض الرسائل الموجعة والجارحة، وكأن كتّابها ليست لديهم (عوائل)، أو زوجات، أو أخوات، أو كأننا أعداؤهم الذين يسعون للانتقام منهم بشتى السبل المتاحة. وكثيراً ما تأتيني «سهير» برسالة قصيرة تحمل تهديداً ووعيداً من جهة طالتها كلماتي، بقصد أو بدون قصد، أو رسالة تحمل تجريحاً، أو إساءة شخصية، أو رسالة طريفة يعرض فيها أحدهم الزواج مني، أو من زميلتي الرقيقة «مشاعر عبد الكريم»، لأسباب ضعيفة ومضحكة، «في ما يتعلق» بأفكارنا الإيجابية عن الحياة، وهم يغضون النظر عن «كل ما يتعلق» بأوضاعنا الاجتماعية، علماً بأننا تحدثنا كثيراً عن أمومتنا العزيزة، بكل متاعبها وقلقها، وهذا يشير إلى أننا نتمتع والحمد لله بحياة زوجية مستقرة، ما لم يعتقد البعض أننا أرملتان أو مطلقتان والعياذ بالله كما جاء في رسالة أحدهم. { أما البريد الإلكتروني؛ فحدِّث ولا حرج، فالبعض يتغزل بصورة بريئة أو فاضحة، والبعض يحاول الاستفزاز بوسائل عقيمة، كأن يتحدث عن دمامتنا وقبحنا، أو عن كتاباتنا الضعيفة ومواضيعنا (الهايفة)، والبعض يعلن مقاطعتنا نهائياً لأننا كتبنا من وحي علاقتنا الشخصية عن أستاذنا العزيز «الهندي عز الدين» الذي ومهما اختلف فيه القرَّاء؛ تظل أبعادنا في التعامل معه مختلفة، من واقع العُشرة والزمالة والمعرفة عن كثب، فلا يحق لي أن أتجاوز إحساس الإخاء والمواقف النبيلة والاحترام المتبادل، فقط لأنه أغضب أحدهم يوماً بكتاباته أو آرائه التي تعنيه أولاً وأخيراً وحده، فما هي الجريرة التي ارتكبتها بإثنائي عليه وأنا أرى أنه يستحق بعيداً عن حسابات المصلحة أو قريباً منها، حتى يكتب لي أحدهم كلاماً صفيقاً جارحاً يصل مرحلة التشكيك في أخلاقياتي ونزاهتي الزوجية، ويتطاول على رجولة زوجي لأنه قَبِلَ لنفسه أن أذكر محاسن رجل غيره، وإن كان رئيسي المباشر؟! { قرائي الأعزاء، يا من أحرق أعصابي وأعصر ذهني كل يوم وأبذل جهداً كبيراً وسط مسؤولياتي الأسرية والتزاماتي الأمومية، وأحاول إرضاءكم بفكرة جديدة، أو حديث شيِّق بدافع المحبة والاحترام، أسألكم بالله وبحق كل عزيز مقدس لديكم، أن يرحم بعضكم إنسانيتنا، وأمومتنا، ويعفينا من رسائله القبيحة، التي تصل حد السفالة، ومن الصور الفاضحة والكلمات البذيئة التي تصلنا عبر الإيميل، وأن يريحوا الزميلة «سهير» من الرسائل التي لا تعنيها، وإن كنت أحمد لرقمها هذا أن جمعني بصديقة والدتي لأكثر من 30 عاماً، بعد أن تفرقت بنا السبل لسنوات، حتى تمكنت مؤخراً من الوصول إلينا عبر إصدارتنا الأولى «الأهرام اليوم» وهاتف «سهير» ورحابة صدرها. والتحية هنا بصفة خاصة وشخصية للخالة الحبيبة «فاطمة مختار»، والشكر الحميم لكل القراء المحترمين المهذبين الذين نفتخر بمعرفتهم وصداقتهم، ونستعين دائماً بأفكارهم، ونستفيد من توجيهاتهم ونقدهم البناء، أما أولئك المرضى الوقحين فنسأل الله لهم الهداية، وأن يجعل ما نلقاه منهم في ميزان حسناتنا، على اعتبار أنهم من متاعب هذه المهنة النبيلة، فإن استجابوا للرجاء فقد كفى الله المؤمنين القتال، وإن عادوا فما أكثر الوسائل المتاحة لردعهم، وبالقانون، والحمد لله من قبل ومن بعد. تلويح: اللهم إنا نسألك خير هذه المهنة وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه المهنة وشر ما فيها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.