“ربما كانت هذه الشجرة واحدة من كرامات الشيخ حمد ود الطريفي؛ فهى تثبت لنا كل يوم أنها شجرة مباركة”. هكذا كان النقاش والجدل يدور وسط المواطنين في قرية (طلحة) بولاية الجزيرة، غير أنهم قبل أن يمسحوا غبار الدهشة عن وجوهنا بمزيد من التوضيح قالوا لنا إن عمر هذه (الدومة) تجاوز ال(200) عام وتعود تفاصيلها، بحسب رواية العم صلاح محمد الشيخ أحد مواطني القرية الذي كان شاهداً على تاريخ وتقلبات هذه الشجرة، قال ل(الأهرام اليوم) إن قصة “الدومة” التى تعتبر الشجرة الوحيدة من هذا النوع في القرية تعود إلى زمان بعيد وكانت تُسقى في البدء من ماء الوضوء، وجميع المناسبات تقام تحت ظلها وتتوسط حرم مسيد الشيح حمد ود الطريفي، لافتاً إلى أنها كانت مورقة وخضراء في زمان مضى ولكنها جفت وتحولت إلى هذا الشكل الذي يشير إلى اسم الجلالة دون لبس، وأضاف أن المواطنين أصبحوا يتبركون بها، وتعود قصتها إلى أكثر من مائتى عام حيث كان الشيخ حمد ود الطريفي يسقيها من ماء الوضوء حتى اخضرت وكبرت. ولكن الشيء المثير بحسب العم صلاح هو أن الشجرة أصبحت تقطر العسل والمداد لطلاب الخلوة وأصبحوا يكتبون في ألواحهم من ذلك المداد ويصنعون منه الدواية مما لفت أنظار الناس وأصبحت القرية تُعرف بهذه الشجرة، كما أن أبناء الشيخ الطريفي، من يُعرفون بالخمسة العدول، جلسوا كلهم تحت ظل هذه الشجرة التى أصبح الناس يعتقدون فيها الخير دائماً بعد أن أخذت شكل اسم الجلالة وأصبح ظلها بارداً. وبالفعل كانت هذه الشجرة تجسد اسم الجلالة (الله) بشكل واضح، وهى رغم كل السنوات ظلت تقاوم قسوة الطبيعة وتقف شاهدة على وقائع وكرامات ما أنفك الأهالي يسترجعونها بفخر كلما حل عليهم زائر.
