يزخر الأدب الغربي بكُتّاب مقلّين وآخرين اختاروا الاعتكاف وكتاب حققوا نجاحاً فاق كل توقعاتهم. واختار الناقد البريطاني لوك لايك عشرة من هؤلاء نالوا الشهرة بضربة إبداعية واحدة. اميلي برونتي «مرتفعات وذرينغ» راجت رواية «مرتفعات وذرينغ» على نحو فاجأ الجميع بين المراهقين الفرنسيين الذين اكتشفوا مقاطعة يوركشاير شمال شرقي انكلترا من خلالها وذلك بفضل الكاتبة الأمريكية ستيفاني ماير التي كتبت رواية «الكسوف» في سلسلة روايات مصاصي الدماء التي اشتهرت بها مستوحية «مرتفعات وذرينغ». توفيت اميلي بمرض التدرن الرئوي بعد عام على نشر روايتها الوحيدة في عام 1947م. جي. دي. سالنجر «الحارس في حقل الشوفان» لا ينتمي سالنجر الى نادي الكتاب الذين نالوا الشهرة بضربة روائية واحدة إلا إذا اعتُبر عمله «فراني وزوي» الذي نُشر عام 1961 قصة طويلة وليس رواية. وكان آخر أعمال سالنجر المعروفة قصة قصيرة نُشرت في مجلة ذي نيويوركر عام 1965م. اوسكار وايلد «صورة دوريان غراي» قال اوسكار وايلد «إن كل صورة تُرسم بعاطفة هي صورة الفنان وليس الشخص الجالس أمامه». وثلاث من شخصيات «صورة دوريان غراي»، رواية وايلد الوحيدة، يصورون جوانب من شخصية الكاتب نفسه. وكانت موضوعة الرواية الفاوستية أكثر مما يطيقه نقاد ذلك الوقت فعاد وايلد الى كتابة المسرحيات والشعر القصص القصيرة حتى وفاته في عام 1900م، بعد عشر سنوات على نشر الرواية. جون كندي تول «كونفدرالية من البلهاء» انتحر الكاتب في عام 1969م بعد ان يئس من نشر رائعته الساخرة التي رُفضت 36 مرة. في النهاية نُشرت عام 1980م وصدرت رواية ثانية بعنوان «انجيل النيون» نُشرت عام 1989 ولكن تول كتب هذه الرواية في سن المراهقة وحين قدمها راشداً الى دور النشر رفضتها بوصفها رواية «لا يكتبها إلا مراهق». سيلفيا بلاث «الجرة ذات الشكل الجرسي» نُشرت رواية «الجرة ذات الشكل الجرسي» أو «الجرة الجرسية» The Bell Jar باسم مستعار. بطلة الرواية ايستر غرينوود تصاب بانهيار عصبي أثناء العمل متدربة في مجلة أزياء في نيويورك. وتحاول الانتحار لكنها تخضع للعلاج وتتراجع عن الهاوية ثم تتماثل الى الشفاء. بلاث انتحرت عام 1963، بعد سنة على نشر الرواية. أنّا سيويل «الجمال الأسود» كانت والدة أنّا سيويل كاتبة مختصة بأدب الأطفال ولكن ابنتها بدأت روايتها الاولى في سن الحادية والخمسين. واستغرقت كتابة «الجمال الأسود» ست سنوات، لتكون رواية هدفها الدعوة الى معاملة الخيول معاملة إنسانية، كما قالت سيويل. توفيت الكاتبة في عام 1878 بعد خمسة أشهر على نشر روايتها. بوريس باسترناك «دكتور زيفاكو» هُربت مخطوطة «دكتور زيفاكو» من روسيا السوفيتية ونُشرت الرواية في ايطاليا وفاز باسترناك بجائزة نوبل للآداب عليها في عام 1958 قبل باسترناك الجائزة لكنه تراجع عن قبولها بضغط من السلطات. توفي باسترناك عام 1960 بعد إصابته بسرطان الرئة. ارونداتي روي «إله الأشياء الصغيرة» بعد فوز رواية «إله الأشياء الصغيرة» بجائزة بوكر عام 1997 تحولت كاتبتها الهندية الى الكتابة غير الروائية والعمل السياسي. وفي عام 2007 اعلنت عودتها الى كتابة الرواية. ولكن عودتها تشكل تحدياً كبيراً بعد انقطاع دام عشر سنوات. وإذا نجحت روي في محاولتها الثانية سيكون ذلك انتصاراً لقوة الإرادة على «عقدة الرواية الثانية» التي يرتعب الكُتّاب من إمكانية الإصابة بها. نيلي هاربر لي «أن تقتل طائراً محاكياً» فازت نيلي هاربر لي بجائزة بوليتزر على روايتها «أن تقتل طائراً محاكياً» التي نشرتها في عام 1960، وبعد مرور 47 عاماً على نشرها مُنحت وسام حرية الولاياتالمتحدة تقديراً لمساهمتها الأدبية في عام 2007، وهو أعلى وسام مدني في الولاياتالمتحدة. قالت هاربر بعد نشر «ان تقتل طائراً محاكياً» إنها لم تكن تتوقع أي نجاح بهذا العمل. وكتبت في صحيفة التايمز وقتذاك «كنتُ أُراهن على موت سريع ورحيم على يد النقاد ولكن الأمل كان يراودني في الوقت نفسه بأن تنال الرواية إعجاب أحد ما بما يكفي لتشجيعي بمعنى التشجيع العام. فتلقيتُ الكثير من التشجيع، ومن بعض النواحي كان هذا مخيفاً مثلما كان الموت السريع، الرحيم الذي توقعته من النقاد». عبد الإله مجيد