التهنئة موصولة ومتجددة للأخ الرئيس عمر البشير بعد أن تمّ تنصيبه رسمياً لولاية جديدة.. وبوصفي من الذين منحوا أصواتهم في الانتخابات الأخيرة له، من حقي أن أفتح له قلبي، وأصارحه بما عندي.. ومن واجبه أن يستمع لي.. ولا أحتاج أن أصبر حتى يمر موكبه ذات يوم بي فأستوقفه، أو أمسك بطرف ثوبه لأنبهه لوجودي، ونحن شركاء في هذا الوطن ولم يحُل توقيفي في بدايات الإنقاذ بيني وبين الوقوف مع الرئيس البشير عن قناعة بأنه رجل المرحلة.. وعندما أدليت بصوتي له في الانتخابات كنت واثقاً بأن التحوُّل الديمقراطي عملية مستمرة، وأن مثل البشير عرفه الناس بوجه، وأمامه فرصة لإظهار وجه جديد.. وهذا الوجه الذي أعني هو ما دفعني للإمساك بالقلم لأُسدي له نصيحة غالية ومخلصة وأمينة، وأريده أن يصغي وأن يتأمل وأن يضعها في أولوياته وفي صدارة اهتماماته. الوجه الجديد للرئيس البشير لا أعني به «مكياجاً» أو شكلاً بقدر ما أقصد به التوجُّه. فالرجل الآن يحكم بتفويض شعبي يحتّم عليه أن يضع فاصلاً بين الذي مضى والذي يلي بخاصة وأن الحقبتين الماضيتين شهدتا «تجربة» اتسمت بالطموح والجنوح معاً وبنجاحات واخفاقات، وبسلبيات وايجابيات كما وقعت خلالها تضاربات وانشطارات وعرفت (ظواهر جديدة) على الشعب السوداني.. والأخيرة مربط الفرس، فأنا أطلب من الرئيس في عهده الجديد أن يبطش بإحدى تلك الظواهر التي انتشرت ألا وهي الفساد.. ولتكن بطشة مضرية لا ترحم، يتبع فيها (رأسها الذنبا) بمعنى ألا تكون في الحرب على الفساد أي منافذ للتراجع أو المجاملة فلا (كبير) على القانون.. فمن تجارب بلدان أخرى محاربة الفساد عملية معقدة تحتاج إلى آليات حاجتها إلى الردع. فلو بدأ الرئيس بها فإنه سيضفي على عهده الجديد شعبية وجدية.. فكثيرون قد ضاقوا ذرعاً بالفساد الذي عشعش في دولتنا وأجهزتنا وصار السودان من البلاد الموصومة به فيما الذين يمارسونه (قلة). يا عمر.. أنت لها، فلا تتباطأ أو تتأخر فمهمتك الأولى هي تخليص بلدك وشعبك من (ربقة الفساد).. ومحو مظاهره وتكسير مجاديفه.. وستكتشف أنها رغبة شعبية.. أفلا يستحقها الذين وضعوا ثقتهم فيك؟؟ أبدأ يا عمر ب (أقرب الأقربين) لدحر الفساد وأنت تري الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي سببه الفساد في القطاع المصرفي وكافة مشتريات الدولة.. سوف تكسب الشعب السوداني. هذا أو الطوفان. اللهم قد بلغت فاشهد..