تلقت إسرائيل أمس (الاثنين) سيلاً من الإدانات من مختلف أنحاء العالم، تبعتها استدعاءات لسفرائها في أوربا وأفريقيا وآسيا فور قصف بوارجها الحربية لسفن أسطول الحرية التي كانت تحمل مواداً غذائية وأخشاب بناء ودراجات للمعاقين في بحر غزة، مما أوقع (60) بين قتيل وجريح كان أبرزهم نواب من البرلمان الأوربي وناشطون من منظمات المجتمع المدني الداعمين لفك الحصار المفروض على غزة. وفي الخرطوم دمغت الحكومة السودانية حكومات كبيرة ودولاً نافذة لم تسمِّها في المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتواطؤ والصمت المريب والتهاون المفضوح لتوفير حماية وغطاء لإغراء إسرائيل بمواصلة ارتكابها مجازر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة دون خوف من مساءلة دولية أو وجل من عدالة تنتظرها جراء ما اقترفته من جرائم في حق الأبرياء من الشعب الفلسطيني إثر مهاجمة أسطول الحرية الذي ضم مدنيين عزل من دول مختلفة توافدوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وطالب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الدول العربية بإيقاف التفاوض مع إسرائيل وسحب المبادرة العربية من طاولة التفاوض، ودعا العرب لدعم المقاومة لتحرير فلسطين ومعاملة إسرائيل كدولة مارقة عن المواثيق الدولية. وخرجت الخرطوم في مسيرات شجب وادانة جابت الشوارع وطالبت الحكومة في بيان تحصلت (الأهرام اليوم) على نسخة منه (الاثنين) المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية والشعوب قاطبة بالاصطفاف والوقوف ضد دولة إسرائيل وأظهار قوة القانون لردع إسرائيل لما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وضد مناصريه، وشددت على المجتمع الدولي بأنه حان أوان التضامن لمنع إسرائيل من الإفلات من العقاب. وأدانت الحكومة، في بيان صحفي لوزراة الخارجية السودانية، جرائم إسرائيل المتكررة والمتواصلة، ووصفت ما حدث بالجريمة الإضافية غير المستغربة لسلسلة الجرائم الإسرائيلية التي تقوم بها كل يوم دون أن يطرف لها جفن على حد تعبير البيان. وكانت البحرية الإسرائيلية هاجمت أسطول الحرية المتّجه نحو قطاع غزة في المياه الدولية، وقال التلفزيون الإسرائيلي إن عدد القتلى جراء الهجوم يتراوح بين (14) و(16) قتيلاً. وفي سياق ذي صلة، استدعت تركيا السفير الإسرائيلي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وذلك للإعراب عن احتجاج تركيا على هجوم قوات الاحتلال على أسطول الحرية. في الأثناء استدعت وزارة الخارجية المصرية (الإثنين) السفير الإسرائيلي اسحق ليفانون وأبلغته رسالة احتجاج مصرية شديدة وأدانت الاستخدام المفرط في القوة من جانب القوات الإسرائيلية وأعمال القتل التي ارتكبتها بحق الناشطين الذين كانوا على سفن أسطول الحرية. وطالبت الخارجية ليفانون بنقل الرسالة للحكومة الإسرائيلية بتل أبيب. وقالت مساعدة وزير الخارجية المصري السفيرة وفاء بسيم ل(الأهرام اليوم ) أمس «الاثنين» إنها أبلغت السفير الإسرائيلي في القاهرة خلال الاستدعاء بأن مصر تدين أعمال القتل، وأشارت الى أن ما حدث يؤكد خطورة وعدم مشروعية الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وأن الأحداث أكدت أن القطاع لا يزال يخضع للاحتلال، وأكدت أنها طالبت ليفانون برفع الحصار فوراً عن القطاع ورفع كافة إجراءات التضييق والحواجز في بقية فلسطين. وقال المتحدث الرسمي للخارجية المصرية السفير حسام زكي إن مصر نبّهت الى عدم مشروعية واستمرار الحصار الإسرائيلي، واعتبر أن الأحداث التي وقعت في غزة تثبت مجدداً إصرار السلطات الإسرائيلية على تذكير العالم بأن قطاع غزة مثل بقية الأراضي يخضع للاحتلال الإسرائيلي بالكامل. وطالب زكي برفع الحصار الفوري عن غزة وكافة إجراءات التضييق والحواجز في فلسطين، وتعهد بمواصلة مصر سياستها للتخفيف عن سكان القطاع من خلال تسهيل عبور الأفراد من وإلى القطاع ودخول الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الواردة من أي دول وأطراف عربية أو دولية. وشدد رئيس لجنة الشؤون العربية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري في تصريح ل(الأهرام اليوم) على حماس الاستجابة لمطالب الرباعية الدولية، وقال انه سيؤدي لرفع الحصار عن غزة وإعادة بناء القطاع من جديد، واستبعد أن يضع الهجوم الإسرائيلي على الأسطول نهاية للمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية، وقال إن المفاوضات تعد الآلية الوحيدة الموجودة حالياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.