أبدت الدول الأفريقية انزعاجها الشديد لمستقبل السودان بعد إجراء الاستفتاء مطلع يناير المقبل فى اجتماع عقد أمس (الثلاثاء) بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بحضور نائب رئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان محمد طه ووزراء خارجية كل من فرنسا، مصر، جنوب أفريقيا والجزائر وممثلين لإرتريا والجابون وتشاد. وترأس الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وأعربت الدول المشاركة في الاجتماع عن خشيتها من أن تتفاجأ بقيام دولتين فى فبراير المقبل - على حد وصف وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكوانا ماشابان. بينما وصف بعض المشاركين فى الاجتماع - بحسب مصادر (الأهرام اليوم) دولة الجنوب حال قيامها بالفاشلة. وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج فرنسا بلعب دور قوي وأكثر فاعلية لتأكيد العمل على وحدة السودان، وخاطب بينج كوشنير :(لقد سمعت رأي أفريقيا بخصوص السودان)، وذلك فى معرض تعليقه على قول الوزير الفرنسي الذى أشار الى التزامات سابقة لرئيس الجمهورية عمر البشير بتحقيق مطالب الجنوبيين حال اختيارهم الانفصال. وغاب عن الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الرغم من أنه صاحب الدعوة متعللاً بظروف فنية مرتبطة بطائرته الأممية. كما دعا نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه المجتمع الدولي لدعم السودان في إطار المساهمة الفاعلة في بناء المجتمع الديمقراطي المستدام المستند على أسس التعددية السياسية والتنوع الثقافي والتسامح الديني. وقال طه، لدى مخاطبته الاجتماع التشاوري، أن العملية الانتخابية التي شهدها السودان مؤخراً قد تمّت بشراكة كاملة وشفافة مع المجتمع الدولي منذ مراحل الإعداد وحتى النهاية ابتداءً بالإحصاء السكاني والسجل الانتخابي وعملية توعية الناخبين والمراقبة إبان الاقتراع والفرز، مبيناً أن الشراكة مع المجتمع الدولي شملت التمويل المادي والدعم اللوجستي، مشيراً الى أن عملية الانتخابات قد خرجت بصورة مُرضية رغم تعقيداتها خاصة أنها جاءت بعد غياب دام حوالي ربع قرن بجانب مواجهتها لتحديات في الجوانب اللوجستية. وأضاف طه “سنعمل على الاستفادة من بعض الأخطاء العملياتية واللوجستية التي ظهرت في الممارسة لنتجاوزها في تنظيم الاستفتاء القادم والانتخابات المقبلة بالبلاد”. وقال إن الانتخابات السودانية جرت في جو من الشفافية والهدوء شهد عليه المراقبون في مختلف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وكانت دليلاً على نضوج الشعب السوداني وإصراره على ممارسة حقه الانتخابي وتثبيت أركان التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات منتخبة على كل مستويات الحكم. وكشف عن تقدم السودان باقتراح خلال القمة الفرنسية الأفريقية دعا فيه الى ضرورة إنشاء صندوق لدعم السلام في أفريقيا يستقطب التمويل لمشروعات التنمية في الدول الخارجة من نزاعات خاصة تلك المتعلقة بإعادة إعمار البنية التحتية وتمويل المشروعات الصغيرة. ونقلت وزارة الخارجية المصرية باسم المتحدث الرسمى باسمها بأن الوزير أحمد أبوالغيط استعرض فى مدينة نيس الفرنسية مع وزراء خارجية فرنسا والدول المجاورة للسودان والاتحاد الأفريقى والأممالمتحدة رؤية مصر لمستقبل السودان خلال أخطر عام فى تاريخه الحديث. جاء ذلك خلال إفطار عمل تشاورى دعا إليه وزير الخارجية الفرنسى برنارد كوشنير للبحث فى قضايا السودان حضره أبوالغيط ووزراء خارجية كل من إرتريا وتشاد وإثيوبيا والجابون والجزائر وجنوب أفريقيا، فيما حضره من الجانب السوداني نائب الرئيس علي عثمان طه. وأكد أبوالغيط التزام مصر التام بدعم السودان ومساعدة شريكي الحكم على تجاوز المصاعب التى تجابه شراكتهما بهدف إيجاد تصور مشترك لجعل خيار الوحدة جاذباً والاتفاق على ضمانات تحقق احترام إجراء استفتاء شفاف وفى ظروف أمنية وسياسية مواتية بما يتيح لأهل الجنوب تحديد خياراتهم وأولوياتهم مع الحفاظ فى الوقت ذاته وبدعم دولي قوي على أولوية تمكين شريكي الحكم من حسم ترتيبات الاستفتاء المزمع إجراؤه فى يناير 2011م وقضايا ما بعد الاستفتاء. وقد انتهى الوزراء المشاركون فى الاجتماع إلى أهمية عقد اجتماعات مماثلة لبحث هذا الأمر بصورة دورية خلال الأشهر المقبلة وتحديد سبل تقديم الدعم الدولي المتكامل لجهود المحافظة على استقرار السودان. الى ذلك التقى الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية بقصر اكروبوليس بمدينة نيس الفرنسية على هامش قمة فرنسا أفريقيا، بالرئيس الصومالي شيخ شريف وبحث معه مسار العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين. وأوضح السفير سليمان محمد مصطفى سفير السودان لدى فرنسا في تصريح (لسونا) عقب اللقاء، أن نائب رئيس الجمهورية أكد استمرار التعاون بين البلدين، معرباً عن استعداد السودان لدعم دولة الصومال الشقيقة بما يفضي لاستقرار الأوضاع فيه.