دعا نائب رئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، المجتمع الدولي لدعم السودان لبناء مجتمع ديمقراطي يستند علي اسس التعددية السياسية والتنوع الثقافي والتسامح الديني. وقال طه لدي مخاطبته أمس، الاجتماع التشاوري الذي عقد بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والسودان ، ووزراء خارجية كل من فرنسا ، مصر ، جنوب افريقيا والجزائر وممثلين لاريتريا والجابون ، ان العملية الانتخابية التي شهدها السودان اخيرا تمت بشراكة كاملة وشفافة مع المجتمع الدولي منذ مراحل الاعداد وحتي النهاية ، مبينا ان الشراكة مع المجتمع الدولي شملت التمويل المادي والدعم اللوجستي ، مشيرا الي ان عملية الانتخابات خرجت بصورة مرضية رغم تعقيداتها خاصة انها جاءت بعد غياب دام حوالي ربع قرن، بجانب مواجهتها لتحديات في الجوانب اللوجستية. واعتبر طه دعوة فرنسا للسودان للمشاركة في القمة ، خطوة في سبيل دعم التواصل بين البلدين ،مبينا ان هناك لجنة للتشاور السياسي بين البلدين علي مستوي السفراء وقال ان السودان عرض على الجانب الفرنسي تجديد هذه اللجنة ،وان تكون هناك مشاورات اوسع في المستقبل لتجاوز النقاط التي تشكل عقبة في طريق ازدهار العلاقات بين الخرطوم وباريس. واقترح طه، خلال مداخلة امام القمة انشاء صندوق لدعم السلام في افريقيا يستقطب التمويل لمشروعات التنمية في الدول الخارجة من نزاعات، خاصة تلك المتعلقة بإعادة اعمار البنية التحتية وتمويل المشروعات الصغيرة. إلى ذلك اكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ،أن الوزير أحمد أبوالغيط استعرض امس فى مدينة نيس الفرنسية مع وزراء خارجية فرنسا والدول المجاورة للسودان والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة رؤية مصر لمستقبل السودان خلال أخطر عام فى تاريخه الحديث. وأكد أبوالغيط خلال إفطار عمل تشاورى دعا إليه وزير الخارجية الفرنسى برنارد كوشنير للبحث فى قضايا السودان حضره ووزراء خارجية كل من إريتريا وتشاد وأثيوبيا والجابون والجزائر وجنوب أفريقيا، ونائب الرئيس على عثمان طه، التزام مصر التام بدعم السودان ، ومساعدة شريكى الحكم على تجاوز المصاعب التى تجابه شراكتهما بهدف إيجاد تصور مشترك لجعل خيار الوحدة جاذبا ، والاتفاق على ضمانات تحقق احترام إجراء استفتاء شفاف وفى ظروف أمنية وسياسية مواتية ،وبدعم دولى قوى ، على أولوية تمكين شريكى الحكم من حسم ترتيبات الاستفتاء وقضايا ما بعد الاستفتاء. وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية أشار إلى أن مصر يجمعها بالسودان أواصر تاريخية غير قابلة للمساومات وهو ما يجعلها أكثر الأطراف الإقليمية والدولية قلقا على مستقبله ، وخشية من اندلاع أعمال العنف بين شماله وجنوبه أو داخل الجنوب ذاته. وقال إن أبوالغيط حذر المجتمع الدولى من تداعيات غياب وجود رؤية متكاملة لدى الأطراف الدولية المعنية بالشأن السودانى تكفل تحديد الدور الذى يمكن للمجتمع الدولى القيام به بالتنسيق مع شريكى الحكم لحل مشاكل السودان ، وتجاوز المصاعب التى ترتبط بتنفيذ الاستحقاقات التى نص عليها اتفاق السلام الشامل. وانتهى الوزراء المشاركون فى الاجتماع إلى أهمية عقد اجتماعات مماثلة لبحث هذا الأمر بصورة دورية خلال الأشهر المقبلة ، وتحديد سبل تقديم الدعم الدولى المتكامل لجهود المحافظة على استقرار السودان.