{ اطلعت على حوار مع النجم الكبير عادل إمام، نُشر مؤخراً بمجلة «كلام الناس» المصرية الأسبوعية، فيه جرأة وصراحة منقطعة النظير.. وهو حوار ساخن جداً بكل معنى الكلمة.. أجرى الحوار الكاتب الإسلامي المعروف الأستاذ محمد عبد القدوس ابن الروائي الشهير الراحل إحسان عبد القدوس وهو من الكتاب المستنيرين وصاحب أفق فكري واسع ويتميز قلمه بالرصانة والموضوعية. { يقوم الأستاذ محمد عبد القدوس بإعداد باب أسبوعي بهذه المجلة الفنية الواسعة الانتشار باسم «إسلامنا الجميل» يلقي فيه الضوء على العديد من القضايا الحيوية والمعاصرة من خلال تحقيقات ومقالات قصيرة مركزة ومكثفة مع تعليقات مقتضبة وإجابات على أسئلة في مجال التدين، تشكل إضاءة بلا تعالٍ أو استخفاف بالعقول. إن «اسلامنا الجميل» زاوية دينية متميزة ومتفردة وكما قال هو في نافذته «متدين في دنيا الفن» لأن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فن. { وعوداً على بدء نقول إن الحوار الذي جرى بين الشيخ محمد عبد القدوس وعادل إمام كان غير تقليدي؛ إذ كان محوره «التدين» وسلوك عادل إمام الشخصي وأفلامه. في الحوار رفض الزعيم لقب «الحاج عادل إمام» وصرح بأنه لا مانع لديه أن ترتدي زوجته هالة الشلقاني الحجاب إن كانت مقتنعة به دون أي ضغوط خارجية. ونفى أنه يقدم صورة «الإرهابي» بطريقة خاطئة كما نفى اتهام أن أفلامه بها العديد من المناظر الخليعة. { بالرغم من أن عادل إمام كان صدره يضيق بأغلب الأسئلة المطروحة ويعلق بين أضابير الإجابات: «هذه حياتي الشخصية وأرفض أن يتدخل أحد فيها» ومع ذلك كان يفسح مجالاً للإجابة على السؤال القادم!! { لقد اختلف الشيخ محمد عبد القدوس مع النجم عادل إمام في العديد من النقاط التي طرحت وافترقا «حبايب». وفي اعتقادنا أن الزعيم عادل إمام لن ينسى هذه المواجهة الساخنة وستظل محفورة في ذاكرته بالرغم من مئات الأحاديث الصحفية التي أجريت معه. هذا الهرم الشعري الكبير: { التقيت بأستاذنا الفارع الشامخ الشاعر مصطفى سند حينما أتى إلينا في سنار مشاركاً في إحدى الأمسيات الندية بالشعر التي رسخت في ذاكرة سنار في سبعينيات القرن الماضي حينما كانت رابطة سنار الأدبية مضيئة بما تصدره من «كتيبات» شعرية وقصصية ونقدية على ورق الرونيو، تجاوزاً لأزمة النشر وقتها، وكنا قد طلبنا منه أن يضع على عنق هذه الإصدارات إحدى القلائد من دواوينه التي لم تنشر بعد، فاستجاب في أريحية قل أن نجدها في شاعر ذائع الصيت مثله، وهذا ما يؤكد تواضعه الرفيع، من جهة أخرى كان حفيّاً بالملف الثقافي لصحيفة «الحياة» السياسية المؤودة وقد توطدت علاقتي بسند من خلال عموده الذي كان يتحفنا به أسبوعياً بعنوان «ماذا أقول الآن؟» طوال سنوات وقد تناول فيه العديد من القضايا الثقافية المهمة إضافة إلى تعاطفه مع إصدارات الأقلام الواعدة. { إن مصطفى سند شاعر عثر على صوته الخاص والشعراء قليل في هذا المضمار لذا إن فقدنا له هو فقد للإنسان والشاعر الهرم. إن كانت هناك ثلاثة أهرامات في شعرنا السوداني المعاصر فقط فإن مصطفى سند واحد منها، وإن كان هناك عدد محدود من الشعراء العرب الكبار المعاصرين فهو واحد منهم، وما أكثر الشعراء الذين خرجوا من معطفه الشعري. مصطفى سند الشاعر الفارع، نزعم أن النقد تجاوز شعره وظلمه بينما تناول نقاد لدينا شعر الأقزام وأشباه الشعراء، فأي إجحاف هذا؟ إن سند شخصية مثقفة وذائقته الجمالية عالية وهو ناقد حاذق. ألا رحم الله سند «المجبول من زيت القناديل الجريحة» { مسطول شاف إشارة «ممنوع الوقوف» قعد على الأرض!!