طرائف كثيرة وغرائب في عمل الشرطة خاصة رجال المباحث الذين يكتشفون القضايا الغامضة ويمسكون خيطا قد يقودهم في النهاية إلى حكاية عجيبة. (عوض اسحق) أحد الذين خدموا بالمباحث في فترة الثمانينات جلس إلينا ولديه العديد من القصص اخترنا منها قصة ذلك (الشاب الذي يسرق البنقو من منزل جيرانه ويبيعه للمروجين). يقول «عوض» القصة بدأت بمنطقة أم بدة كنا نجلس في أحد المنازل في منطقة مشهور بتجارة المخدرات احتجنا لكبريت فخرجت لدكان بالقرب من المنزل وأثناء وقوفي لشراء الكبريت سمعت صوت دراجة بخارية وقفت خلفي فالتفت تلقائياً فوجدت الدراجة يقودها شاب معروف لدينا بعمله في ترويج الحشيش فظهر عليه الارتباك عندما شاهدني فسريعاً تحركت إليه وقمت بتفتيشه ووجدت معه قندولين من الحشيش وفعلاً ناديت زملائي وقدناه للمكتب وبدأنا نتحرى معه فاعترف أن الحشيش اشتراه من (شاب) وصفه لنا لكن لم نعرفه ولأن المتهم تجاوب معنا وأبدى رغبته في التعاون معنا واصلنا معه وتحرك معه أحد الأفراد للشاب الذي يروج المخدرات وكان (ود ناس) وفعلاً دخلنا معه في مبايعة وهمية لشراء (26) قندولا من الحشيش وبعد الاتفاق ذهب لإحضار الحشيش وراقبناه حتى دخل منزله وخرج يحمل الكيس فقمنا بالقبض عليه لنكتشف أنه طالب ديكور وأن والده صاحب زريبة يبيع الفحم وقمنا بتفتيش المنزل ولم نعثر على شيء وقدنا الشاب أيضاً للمكتب لنتحرى معه ففاجأنا بأنه لا يعرف الحشيش وأن لديه جيرانا يضعونه داخل براميل وأنه يقفز عبر الحائط ليسرق الحشيش ويبيعه خاصة وأن أصحاب المنزل عزابة يقضون معظم وقتهم خارج المنزل، فقمنا بمرافقته لمنزله وقفزنا معه حيث ارشدنا على البراميل التي كانت ممتلئة، فقمنا بنصب كمين حول المنزل بعد أن تلقينا توجيهات من اللواء محمد خليفة وكان مدير المباحث. وفي الثالثة ظهراً حضرت عربة بوكس بداخلها أربعة أشخاص فتحوا باب المنزل الذي نراقبه ودخلوا بالعربة وبعد دقائق قمنا بمداهمتهم لنعثر على «7» براميل مليئة بالمخدرات واتضح من خلال التحريات أن المتهمين يعملون في شركة تنقل المواد النفطية لغرب السودان فيذهبون محملين بالجازولين ويعودون بالبنقو داخل البراميل.