لا صوت يعلو على صوت معركة الهلال القادمة وأهمية الانتصار لاسعاد الجماهير التي تنتظر البشارة من الاسياد الذين برعوا في حسم مباريات الديربي وتخصصوا في الوصيف طوال المباريات الاخيرة وما ثلاثية الابطال ببعيدة عن الاذهان وثنائية سادومبا التي وضعت حدا للتطاول وكشفت زيف التضليل. نعتقد ان المجلس احسن التعامل مع الاعداد والتهيئة النفسية للمباراة والاهتمام بالمعسكر وتجهيز اللاعبين بدنيا ومعنويا وحل كل الاشكالات التي كانت تعترض الابداع ونجح في اسناد مهمة المدرب العام للكابتن طارق احمد ادم وهو غني عن التعريف وتشهد له مباريات القمة لاعبا ومدربا مساعدا للاسد فوزي المرضي ومن هنا طمأن المجلس القاعدة وبات الكل في انتظار ساعة الحقيقة عندما يكشر الهلال عن انياب الجد ويصرع وصيفه الدائم كالعادة ويتوج نفسه بطلا لمباريات الديربي والقمة الخاصة ليؤكد علو كعبه ورسوخ قدمه. نجح المجلس في توفير المعينات وعمل على اعادة ترتيب الاوراق بالشكل الذي يعيد التوازن للاسرة الهلالية التي تجاسرت على الظروف الاخيرة وصنعت لنفسها مخرجا من الازمات ورابطت وتجاوزت واعلنت عن نفسها من خلال التواجد المستمر على المدرجات. كل عوامل الفوز متوفرة الان للهلال لتحقيق الفوز الباهر في مباراة القمة على الاقل لاثبات جدارته بالبطولة السابقة واللاحقة ولتأكيد انه لايزال في الميدان وان الكاس لم تحسم بعد وان البطل المغوار لا يلقي المنديل او يرفع الشارة البيضاء تسنده سيرة ذاتية ناصعة وتاريخ مضئ، كم نجحت خيوله في ادراك اشواط السباق بلا عناء ولو في اللفة الحاسمة. وتشهد تدريبات الفريق الاخيرة حالة من التميز وتقمصت اللاعبين روح من الاصرار والعزيمة واستدعى الكل بواعث الارادة التي لا تشيخ وباتت طلائع النصر تترى من كل ناحية زرقاء وتكاد الاعلام الزرقاء تلامس عنان السماء في فرح مبكر ايذانا بالسعد الاكبر. الهلال مؤهل اكثر من اي وقت مضى للفوز والعودة بالنفسيات لاجواء الفرح {{ تخبط مجلس الهلال!! غاب الهلال عن المشهد الرياضي وابتعد عن دائرة الاحداث وبدلا عن صناعتها والمشاركة في ميلادها بات متفرجا واخلى مقعده طواعية بفعل التشظي الذي حاق بالمجلس خلال الفترة الاخيرة. وحتى نكون اكثر دقة غاب الهلال عن دهاليز وكواليس انتخابات اتحاد الخرطوم الذي نشطت دوائره قبل شهور حتى فاجأ الهلال الرياضيين قبل ايام فقط وبعد عودة المجلس للانعقاد بعد طول غياب بتكليف الاخوين الفريق بحر والمهندس ابوسن بالتنسيق مع الكتل الاخرى حول الانتخابات وكان الجميع قطع شوطا بعيدا في الترتيب للجمعية. الهلال النادي الرائد والقائد وصاحب الصوت الجهير في المناسبات الكبيرة بات مجرد تابع للكيانات الاقل عددا وجماهيرية بسبب ابتعاد المجلس عن القضايا الحيوية والجوهرية والاهتمام بالقشور وبالخلافات الداخية التي انسحبت على تكتيك الهلال مع الاندية الاخرى وهو يدرى سلفا ان اتحاد الخرطوم هو رأس الرمح في انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم. لم ينخرط ثنائي الهلال بحر وابوسن الا قبل ايام فقط مع تجمع الاندية ولم يدرك قطار التنسيق الذي اختار مسبقا ابن الهلال البار الطريفي الصديق للسكرتارية واجمعت ام درمان على استمرار الاستاذ عبد الرحمن ادريس ممثلا لكتلة الممتاز بالمجلس. فوجئ الاهلة بترشيح الاخ عبد العزيز برجاس دون ان نضمن له الاصوات المناسبة لتحقيق الفوز وبالاكتساح باعتباره ممثلا للهلال النادي الرائد والقائد وما ينبغي ان يسقط ممثله في انتخابات الخرطوم. وفي غياب التنسق مع المريخ ايضا لا نستبعد ان تؤثر الصدامات الاخرى على موقف برجاس الذي كنا نتمنى ان تكون حظوظه افضل ويكون ترشيحه في ظروف افضل. نخشى ان يؤثر غياب مجلس الهلال على موقف النادي في التحالفات مسبقا بعد ان انجزت الاندية اتفاقاتها قبل مدة واستغلت غياب الهلال لتوزيع الكعكة وهنا نلوم الاندية والقيادات باعتبارها تجاوزت الهلال ولكننا لا نلومها اذا اقرت وافترضت ان الطريفي هو مرشح الهلال. الطريفي خدم الهلال منذ صباه الباكر وقدم عصارة علمه وغزير معرفته وتشرب العمل الاداري من اساطين الادارات الهلالية وكان هو انجب تلاميذ زعيم الامة السيد الطيب عبد الله وصاحب الصوت الاعلى والراي السديد وهو لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يعرف انصاف الحلول وكان واحدا من القلائل الذين بنوا لاتحاد الخرطوم وذو شخصية قوية فرضت على الجميع احترامه. لم نهضم تزكية ممثلي الهلال لمنافس الطريفي المقدم الفاتح السراج ولا ندري الاسس التي استند اليها الهلال في التحالف مع المهدية وبيت المال للوقوف ضد الطريفي. على مجلس الهلال المسارعة لتلافي الخطأ التاريخي واقناع السراج بالانسحاب او التبرؤ من التزكية حتى لا يكون الهلال غدر بالطريفي واصبح صنوا للمريخ في معاكسة ابنائه عندما يترشحون للمقاعد القومية. لا نستبق الاحداث ولكننا نتوقع فوز الطريفي باغلبية مريحة ان لم يكن بالاجماع الكامل وانسحاب المنافس ولكننا نربأ بالهلال وتحديدا ابوسن وبحر ان يشاركا في محاولة اغتيال الطريفي الذي يعد مفخرة للهلال وقد تخرج من مدرسته التي درجت على انجاب العباقرة. على الاخ صلاح ادريس والفريق الطاش وهما يعرفان اقدار الرجال ومكانة الطريفي العمل على تدارك الموقف وتصحيح الخطوة الخاطئة واعلان الطريفي مرشحا للهلال. العودة للحق افضل من التمادي في الباطل والموقف الخاطئ سببه انضمام الهلال المتاخر للانتخابات كأنما فوجئ بها. العناد لايفيد والطريفي احق من كل الاسماء المطروحة باصوات الهلال ومن الظلم والغدر ان يؤتى الطريفي ويكون الطعن على ظهره بخنجر الهلال.. ولنا عودة.