اتَّهمت الهيئة القومية للغابات قوات حفظ السلام الدولية بإقليم دارفور «يوناميد» بالتعدي على حزام الفاشر البيئي وغابة قريضة بالقطع وإقامة المعسكرات. وقال مدير عام الهيئة بالإنابة عبد الحي محمد شريف إن الهيئة دوّنت بلاغاً ضد «يوناميد» ومازالت التحريات جارية، وعزا تزايد التعدي على البيئة إلى ضعف تنفيذ القانون، ودعا إلى دراسة الآثار البيئية لوجود القوات الدولية. وكشف شريف في مؤتمر صحفي بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي أمس «السبت» بالخرطوم أن الشمال سيفقد «68%» من غاباته في حال انفصال الجنوب، وقال إن الزراعة الآلية قضت على «50» مليون فدان من مساحة الغابات. من جانبه نوّه مدير إدارة الحياة البرية اللواء محمد سراج فضل الله إلى الأثر البيئي المتوقع من انفصال السودان، ودعا الدولتين المحتملتين إلى حماية الثروة البيئية عبر تنسيق كامل، وأضاف أن الحيوانات البرية لا تعرف الحدود، وأشار إلى ضرورة الاتفاق بين الدولتين حول إنشاء المحميات العابرة قبل الانفصال، وأكد أن البيئة تواجه مهددات جَمّة منها سوء تخطيط الأراضي الزراعية والعمرانية حيث يتم إنشاء مشروعات زراعية دون دراسات علمية، بالإضافة إلى الصيد الجائر وتهريب الأنواع النادرة من الحيوانات البرية خارج البلاد. وطالب سراج بتعديل تشريعي يواكب الدستور ويصون التنوع الإحيائي. بينما أكد وكيل وزارة البيئة والتنمية العمرانية الفاضل علي آدم أن الإحصائيات الأولية عن الحياة البرية في السودان تشير إلى حصر «224» نوعاً من الثديّات و«938» نوعاً من الطيور ونحو «90» نوعاً من الزواحف والبرمائيات، وأوضح أن التلوث في البيئة البحرية يشكل خطورة بالغة على المصادر البرية والملاحة والشعب المرجانية وغابات المانجروف والحشائش البحرية. وحذّر رئيس الجمعية السودانية لحماية البيئة الدكتور معاوية شداد من فقدان السودان جزءاً من التراث الطبيعي في حالة انفصال الجنوب في استفتاء 2011م، ودعا إلى إجراء دراسة جادة للتعرف على الآثار البيئية لانفصال الجنوب خاصة الولايات الحدودية، وأضاف: لابد من تسليط الأضوء على الضرورات البيئية لوحدة البلاد، مشيراً إلى أن الجنوب يزخر ببيئات منها موارد المياه والأراضي الرطبة المتمثلة في مناطق السدود وفي الجزء الأكبر من حوض النيل والغابات الاستوائية واعتبر الجنوب ثاني أكبر تجمّع للحياة البرية في أفريقيا فضلاً عن وجود مناطق ايكولوجية زراعية متميزة وغابات ومعادن وبترول.