احتفل العالم يوم السبت الماضي، باليوم العالمي للبيئة الذي جاء هذا العام تحت شعار «أنواع كثيرة، كوكب واحد، مستقبل واحد» الذي يتمحور حول قضايا التنوع الأحيائي. واعتبر وكيل وزارة البيئة والتنمية العمرانية د. الفاضل علي آدم أن التنوع الأحيائي يلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الوطني وإثراء الثقافة والحياة الروحية للمجتمعات المحلية، كما يعمل على صيانة التوازن البيئي وحفظ الموارد الوراثية، وبذلك يشكل القاعدة الموردية للإنتاج الزراعي والحيواني وإنتاج الطاقة والأخشاب والغذاء والكساء والصمغ العربي والأدوية والمستحضرات. وقال في كلمته التي ألقاها في احتفال الوزارة بالمناسبة؛ إن السودان يتمتع بتنوع في النظم البيئية وثراء واسع في التنوع الأحيائي، وتشير الإحصائيات الأولية عن الحياة البرية في البلاد إلى حصر 224 نوعاً من الثديات و938 نوعاً من الطيور، وحوالي 90 نوعاً من الزواحف والبرمائيات. كذلك أسفرت أحدث الدراسات عن توفر الدلالات على وجود أكبر تجمع للحياة البرية في العالم بجنوب السودان، وأشار برنامج الأممالمتحدة للبيئة إلى أن البلاد بها أنواع ذات أهمية عالمية والعديد من الأنواع المهددة والمعرضة للانقراض من الطيور والزواحف والنباتات. وأضاف: ولحماية الحياة البرية وتحقيق الاستخدام المستدام لها وحفظ الموارد الجينية تم إنشاء المحميات الطبيعية التي تبلغ مساحتها حوالي 159.000 كلم مربع في شمال السودان، أما في الجنوب فتبلغ 143000 كلم مربع أي 15% من جنوب السودان. أما في مجال الغابات فأشار برنامج الأممالمتحدة للبيئة إلى أن جملة مساحة الغابات بالسودان تبلغ 67.5000 مليون هكتار عام 2005م، وفقدت البلاد بين عامي 1973 - 2006م حوالي نصف مساحة الغابات، كما يتعرض التنوع الحيوي للمهددات مثل النباتات الغريبة أو الغازية، مثل المسكيت أو أعشاب النيل التي تهدد الأسماك والبيئة النهرية، أيضاً يشكل التدهور في الأراضي الرطبة بالجفاف والأطماء والإنشاءات الهندسية والصناعات البترولية؛ تهديداً مماثلاً. كما يشكل التلوث في البيئة البحرية من المصادر البرية والملاحة خطورة بالغة على الشعب المرجانية وغابات المانجروف والحشائش البحرية وغيرها، مما يهدد الأسماك والحياة البرية الأخرى. وأمن الوكيل على حق كل المواطنين في بيئة نظيفة مقابل مسؤولية الجميع في حماية وإدارة البيئة ومنع تدهورها والمحافظة على التنوع الأحيائي ومكافحة التلوث والاستخدام الراشد للموارد الطبيعية. وفي ذات السياق أشار رئيس الجمعية السودانية لحماية البيئة د. معاوية شداد إلى أن التنوع الحيوي يعاني من تدهور جراء الأنشطة البشرية، وتنامي استغلال الموارد بدون المراعاة لاستدامتها، وعدم إدخال البعد البيئي في سياسات الدول أو عدم الالتزام بها. وقال: والدليل على تدهور الأنواع الحية القائمة الحمراء التي يصدرها الاتحاد العالمي لصوت الطبيعة Red list التي قدرت أن 17291 من مجموع 47677 نوعاً مهددة بالانقراض. وقال إن السودان يتمتع بتنوع في بيئاته التي تمتد من الصحراء شمالاً إلى السافنا الغنية جنوباً وهذا التنوع في البيئات جعل من السودان موطناً للتنوع الحيوي حيث تتوفر له مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 84 مليون هكتار والأراضي الرعوية 110 ملايين هكتار والغابة 67 مليون هكتار ووجود مصادر مائية عدة من الأنهر الجارية والموسمية والوديان والخيران، وساحل على البحر الأحمر بطول 750 كلم، لكن بسبب سوء إدارة الموارد الطبيعية والنزاعات وضعف الجوانب المؤسسية والحوكمة البيئية؛ فقد السودان كثيراً من موارده الطبيعية إذ تقدر إزالة الغابات في السودان ب 0.84% سنوياً وشهدت العقود الأخيرة تدمير موائل الحياة البرية في شمال ووسط السودان بسبب التوسع في الزراعة واختفت الحيوانات البرية الكبيرة، وفي الجنوب أدى الصيد الجائر إلى هلاك معظم تجمعات الحيوانات البرية، والاستئصال المحلي لكثير من الأنواع الكبيرة «الفيل، وحيد القرن، الجاموس الوحشي، الزراف، الحمار الوحشي» وتدهور مستمر في شريط الساحل بفعل أنشطة الميناء ومرافق تصدير النفط، وتعتبر العشرون سداً المخطط لها في السودان القضية الرئيسية لقطاع الموارد المائية في السودان. ودعا دكتور شداد إلى ضرورة التوصل للأسس السليمة لقضايا حيازة واستخدام الأراضي والموارد الطبيعية ومراجعة العلاقات والمصالح المتداخلة في استخدامات الأراضي والموارد بين حكومات الولايات والحكومة المركزية ومعالجة مشكلة ضعف التنمية الريفية لارتباطها بمعالجة قضايا البيئة الحضرية والنزوح.