يوالي طرفا القمة السودانية (الهلال والمريخ) هذه الأيام تحضيراتهما الجادة والمكثفة للديربي المثير الذي يجمعهما مساء الغد بالقلعة الحمراء في ختام جولات الدورة الأولى لبطولة الدوري الممتاز، وبالرغم من أن المباراة عادية مثلها مثل أي مباراة في الدوري إلا أنها تمثل بطولة قائمة بذاتها لها نكهتها وتسبقها تحديات وتصريحات نارية في المعسكرين بجانب الاهتمام الإداري والإعلامي والجماهيري الكبير وهو ما يعطي مؤشراً أن المباراة أشبه بالمعركة الحربية وتشهد شحناً زائداً. ومباراة الغد تجيء قبل يوم واحد فقط من انطلاقة الحدث العالمي الكبير (مونديال كأس العالم في جنوب أفريقيا) ورغم ذلك إلا أن الديربي استحوذ على اهتمام الشارع الرياضي وبات الجميع يرقبون موعد إنطلاقة المباراة. ويكمل فريقا القمة مساء اليوم برنامج الاعداد والتحضير للجولة وسط اهتمام غير مسبوق ويدخل كل فريق بدوافعه وطموحاته آملاً في الكسب وتحصيل النقاط في مواجهة بين المتصدر وصاحب المركز الثاني الذي يسعى لتقليص الفارق من النقاط والاقتراب من المركز الأول. { المريخ يضع اللمسات الأخيرة انخرط فريق الكرة بنادي المريخ في تحضيرات مكثفة خلال الأيام الماضية استعداداً للديربي ووضع الإطار الفني بقادة البرازيلي جوزيه كاربوني برنامجاً متكاملاً اهتم بتنفيذه في سرية تامة بعيداً عن الجمهور بهدف التركيز مع اللاعبين والمضي قدماً في إكمال البرنامج للمواجهة التي يوليها كاربوني قدراً كبيراً من الاهتمام ويتطلع للحصول على العلامة الكاملة وانهاء النصف الأول للمنافسة بدون خسارة بعد أن تخطى الأحمر جزيرة الفيل بهدفين مقابل هدف الاسبوع الماضي ورفع رصيده الى (36) نقطة ، وخاص المريخ تجربة إعدادية مؤخراً أمام فريق أبو عنجة كسبها بأربعة اهداف دون رد وشهدت التمارين عودة نجوم المنتخب الوطني الأول بجانب عودة بدر الدين قلق بعد تلقيه واجب العزاء في وفاة والدته كما أعلن كاربوني عن ضم نصر الدين الشغيل الى القائمة وابعاد حمد الشجرة. تدريبات المريخ رغم أنها كانت مغلقة في وجه الجمهور إلا أنها ظلت قوية وشهدت تنافساً مثيراً بين اللاعبين لاقتحام التوليفة الأساسية وتبدو التشكيلة التي لعب بها المريخ أمام الأفيال هي الأقرب لخوض الديربي مع احتمال مشاركة بعض العناصر، ومن المنتظر أن يقود الأحمر كل من محمد كمال، سفاري، غاسروكا، الباشا، موسى الزومة، بلة جابر، قلق، لاسانا فانيه، سعيد مصطفى، العجب، راجي عبد العاطي، وارغو. الأحمر انتظم في معسكره المقفول وسط ضوابط مشددة وأعلن مجلس الإدارة حالة الطوارئ مبكراً وتسود المعسكر حالة من التفاؤل الحذر بامكانية تحقيق الفوز وحصد النقاط وأبدا الكثير من المريخاب تخوفهم من الهلال في طل ظروفه الحالية وما تعرض له من هزائم مؤخراً وأعلن البرازيلي احترامه لمنافسه ووضع ألف حساب له. المريخ سيؤدي مراناً تكتيكياً خفيفاً الليلة لوضع اللمسات الأخيرة للمباراة. { التفاؤل يسود المعسكر الأزرق موجة من التفاؤل والاصرار تسود حالياً القلعة الزرقاء مع اقتراب موعد الديربي فالمباراة تمثل بالنسبة للبرازيلي باولو كامبوس طريقاً لاتجاه واحد فقط وهو تحقيق الفوز على الأحمر لتقليص الفارق الى ثلاث نقاط بعد خسارة الهلال لمباراتين أمام هلال كادوقلي وحي العرب بورتسودان وما يشغل بال كامبورس هو الحاق الهزيمة بمنافسه ومنعه من التقدم وعمل المدرب على وضع برنامج مكثف ركز أولاً على إعادة الروح المعنوية للاعبيه عقب الخسارة الأخيرة أمام السوكرتا بجانب الاهتمام برفع معدلات اللياقة البدنية وتجهيز البدائل ومعالجة الأخطاء التي صاحبت الأداء في المباريات السابقة. وأبدا كامبوس انزعاجه لغياب أهم الأعمدة الأساسية للأزرق وعلى رأسهم المالي ديمبا باري لعامل الاصابة وعلاء يوسف الذي عاد في التمارين الأخيرة وخضع لبرنامج مكثف حتى يصبح جاهزاً للمشاركة في الديربي على اعتبار ان علاء كرت رابح ولاعب ذو مهام متعددة ويمتاز بروح قتالية عالية قل أن تتوفر لدى بقية زملائه فعودة اللاعب تعتبر قوة دفع للأزرق في مواجهة نده. توليفة الهلال رغماً عن السرية التي يفرضها كامبوس إلا أنها ستكون خالية من المفاجآت وهي ذات التشكيلة التي أدت المباريات السابقة مع عودة علاء يوسف. وكان مساعد مدرب الهلال طارق أحمد آدم اقترح في وقت سابق أداء مباراتين اعداديتين إلا أن كامبوس عقب عودته مؤخراً من تركيا أعلن الغاء المباراتين والاكتفاء بالتدريبات فقط وتكثيف جرعات اللياقة البدنية. الاهتمام بالديربي في معسكر الهلال فاق حد التصور ويأمل الأزرق مفاجأة نده بملعبه ووسط أنصاره وتقليص فارق النقاط والحفاظ على حظوظه في إحراز اللقب. { قمة عادية ختاماً نقول إن مباراة الغد عادية ولا تعدو كونها مباراة دورية مثلها مثل بقية المباريات يتسابق الفريقان فيها على تحصيل النقاط لكن الاعلام يشعل المباراة ويصفها بالمعركة، كما أن لقاء القمة لا يعتمد على معايير النجومية والجاهزية وحتى الافضلية ويغلب عليها الحماس والجدية والشحن الزائد وتبقى في النهاية مباراة مبرمجة في الدوري وليس سباق على نهائي بطولة.