نجحت مسابقة كأس العالم لكرة القدم في ما لم تنجح فيه الأممالمتحدة نفسها، وهو تحقيقها شعار (عالم واحد)، وإن كان هذا العالم الواحد يظهر مرة كل أربع سنوات. وربما كانت التسمية الفرنسية أبلغ تعبيرًا، ذلك أن كلمة (المونديال) تعني (العالمية)، وقد بلغت أهمية هذا الحدث في وجدان الدنيا الشعبي أن المنتخبات القومية المشاركة في منافسات العام الجاري صارت تجسيدًا لآمال تتعدى كثيرًا مجرد (22) من البالغين يركضون وراء كرة كالأطفال. فكل دولة أوروبية ممثلة تعوّل الآن على منتخبها لإنقاذ الاقتصاد الذي عصفت به الأزمة المالية العالمية في حال فوزه بالكأس. وفي الولاياتالمتحدة انتبه الأميركيون الى أن (الحلو ما يكملش) الا بها وإلا صارت القوة العظمى ناقصة. وفي العالم الثالث صارت وسيلة لتضميد جراح الانقسامات والحروب والفقر والكرامة الوطنية... وهكذا دواليك بشأن هذه (العصا السحرية). وكما هي الحال مع كل أمر جلل كهذا، فهناك الكثير من الحقائق والخبايا والطرائف في مسيرة هذه التظاهرة العالمية منذ مولدها.. في ما يلي بعضها: - ماريو دي لا كاس، كابتن منتخب بيرو في أول مونديال (1930)، صار بسبب اللعب الخشن أول لاعب يطرد من الملعب في التاريخ. - أميركا الجنوبية وأوروبا فازتا بالكأس تسع مرات لكل منهما. وحتى الآن لم يحصل أي منتخب من خارج هاتين القارتين على هذا الشرف. - لم يحدث أن فاز منتخب أوروبي بالكأس خارج أوروبا نفسها. - البرازيل هي صاحبة العدد الأعلى من الكؤوس (5) تليها إيطاليا (4) فالمانيا الغربية (3) فالأرجنتين والأوروغواي (2) فانكلترا وفرنسا (1). - البرازيل أيضا هي الوحيدة التي شاركت في سائر المنافسات، أي 18 مرة حتى الآن، و19 مرة بحساب مونديال 2012. - 2063 هو مجموع أهداف النهائيات حتى الآن، وتتصدر البرازيل القائمة ب201 منها. - من مجموع 18 كأسًا حتى الآن، فازت 6 منتخبات بها كل على أرضه، وهي: الأروغواي (1930)، وإيطاليا (1934)، وانكلترا (1966)، والمانيا (1974)، والأرجنتين (1978) وفرنسا (1998). - مصمم الكأس هو الفرنسي ابيل لافلير. - البرازيلي ماريو زاغالو هو الوحيد الذي فاز بميدالية المنافسات أربع مرات: مرتين كلاعب (السويد في 1958 وتشيلي في 1962)، ومرة كمدرب للمنتخب البرازيلي (في المكسيك 1970)، وأخرى كمساعد مدرب (في الولاياتالمتحدة 1994). وإذا كنت تعلم هذا فربما كنت لا تعلم أنه سليل أسرة لبنانية. - الصربي بورا ميلوتينوفيتش شارك في سائر المنافسات بين 1986 و2002 كمدرب لمنتخبات المكسيك وكوستاريكا والولاياتالمتحدة ونيجيريا والصين. صلاح أحمد - لندن نواصل