نجحت مسابقة كأس العالم لكرة القدم في ما لم تنجح فيه الأممالمتحدة نفسها، وهو تحقيقها شعار (عالم واحد)، وإن كان هذا العالم الواحد يظهر مرة كل أربع سنوات، وربما كانت التسمية الفرنسية أبلغ تعبيرًا، ذلك أن كلمة (المونديال) تعني (العالمية)، وقد بلغت أهمية هذا الحدث في وجدان الدنيا الشعبي أن المنتخبات القومية المشاركة في منافسات العام الجاري صارت تجسيدًا لآمال تتعدى كثيرًا مجرد (22) من البالغين يركضون وراء كرة كالأطفال. فكل دولة أوروبية ممثلة تعوّل الآن على منتخبها لإنقاذ الاقتصاد الذي عصفت به الأزمة المالية العالمية في حال فوزه بالكأس. وفي الولاياتالمتحدة انتبه الأميركيون الى أن (الحلو ما يكملش) إلا بها وإلا صارت القوة العظمى ناقصة. وفي العالم الثالث صارت وسيلة لتضميد جراح الانقسامات والحروب والفقر والكرامة الوطنية... وهكذا دواليك بشأن هذه (العصا السحرية). وكما هي الحال مع كل أمر جلل كهذا، فهناك الكثير من الحقائق والخبايا والطرائف في مسيرة هذه التظاهرة العالمية منذ مولدها.. في ما يلي بعضها: - الألماني فرانتس بيكنباور هو الوحيد الذي فاز لبلاده بالكأس لاعبا ثم مدربا للمنتخب القومي. - البرازيلي كارلوس البيرتو، مدرب جنوب افريقيا حاليا، قاد سابقا خمسة منتخبات الى منافسات الكأس: البرازيل في 1994 و2006، والكويت في 1982، والمملكة العربية السعودية في 1988 ودولة الاماراتالمتحدة في 1990. - وصلت ألمانيا الى النهائي ست مرات، خسرت في ثلاث منها (1966 و1982 و1988) وفازت بالثلاث الأخرى (1954 و1974 و1990). - ألمانيا هي صاحبة أكبر عدد من الهزائم في نهائيات المونديال، 3 مرات عندما كانت المانياالغربية ومرة وهي موحدة. - في منافسات 1982 أحدثت الجزائر «صدمة عميقة» في الغرب عندما هزمت المانياالغربية 2 - 1. - فاجأت الكاميرون العالم بوصولها الى تصفيات ربع النهائي في منافسات 1990 بإيطاليا لتصبح أول دولة افريقية سوداء تتمتع بهذا الإنجاز. لكنها خرجت على يد انكلترا 2 - 3. - منتخب ساحل العاج هو الوحيد الذي أحرز أهدافا في سائر النهائيات التي خاضها. وفي مونديال 2006 أحرز أهدافا في نهائياته ضد كل من الأرجنتين وهولندا وصربيا والجبل الأسود. - الكاميروني روجر ميلا هو اللاعب الأكبر سنا بين سائر اللاعبين في تاريخ المنافسات. فقد كان عمره 42 سنة و39 يوما عندما لعب آخر مباراة له ضد روسيا في 1994. وفي الجهة المقابلة فإن الآيرلندي نورمان وايتسايد هو الأصغر عندما لعب ضد يوغوسلافيا وعمره لا يتجاوز 17 سنة و41 يوما. - الفرنسي جوست فونتين هو صاحب أعلى نصيب من الأهداف في مونديال واحدة، وكان ذلك في السويد العام 1958 عندما سجل 13 هدفا. - روبرت بروجينشكي هو آخر لاعب يظهر في منتخب دولتين: يوغوسلافيا في 1990 وكرواتيا في 1998. - المجري لازيو كيس هو لاعب الاحتياطي الوحيد الذي سجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة عندما لعب ضد السلفادور وانتهت النتيجة لصالح منتخب بلاده 10 - 1. - شارك الإيطالي باولو روسي في منتخب بلاده لمنافسات 1982 وحصل على لقب «هداف المونديال» مع أنه كان قد اوقف من اللعب في بلاده فترة عامين في خضم فضيحة رشوة. وانتهت عقوبته قبل أسبوعين فقط من بدء منافسات الكأس. - اشتهر دانيال باساريلا، مدرب الأرجنتين السابق، بأنه لا يختار للمنتخب القومي أي لاعب بشعر طويل أو قرط على أذنه. - هوزيه باتيستا هو صاحب الرقم القياسي في أقصر فترة بالملعب. ففي مباراة بلاده ضد اسكتلندا خلال مونديال 1986 رفع له الحكم البطاقة الحمراء بعد 56 ثانية من صافرة البداية. - البيروفي رامون كوروغا هو حارس المرمى الوحيد الذي يتلقى البطاقة الصفراء (مونديال 1978) للعب الخشن.. في نصف الملعب المقابل. - السويدي إيريك نيلسون والسويسري الفريد بيكيل هما الوحيدان اللذان لعبا في نهائيات المونديال قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها أيضا. - في كل من منافسات 1958 و1994 كانت البرازيل هي الدولة الوحيدة غير الأوروبية التي تصل الى ربع النهائي. ومضت لترفع الكأس في كل من المناسبتين. - أعلى حضور لمباراة سُجّل بملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو في مباراة الفصل بين البرازيل المضيّفة والأوروغواي، إذ حضرها 199 ألفا و854 شخصا. وانتهت المباراة بفوز الأوروغواي 2 - 1. - منافسات 1952 نفسها كانت الأولى بعد تعليق دام 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية وأيضا الوحيدة التي شهدت أكثر من مباراة نهائية. صلاح أحمد - لندن