الشهر الماضي عند بداية مسابقة كأس العالم 2010م بجنوب إفريقيا كتبنا هنا عن المسابقة الكروية الشهيرة التي بدأت عام 1930 بأرجواي وفازت بها. ثم تتجدد كتابتنا عنها اليوم والمسابقة توشك على الانتهاء. فبعد غدٍ تُقام المباراة النهائية بين هولندا وأسبانيا وقد وصلت هولندا من قبل إلى المباراة النهائية مرتين. في عام 74م ضد ألمانياالغربية وفي عام 1978م ضد الأرجنتين، بينما تصل أسبانيا إلى المباراة النهائية في هذه المسابقة لأول مرة. والراجح أن مجرد هذا الوصول إلى المباراة النهائية سوف يعد أهم حدث كروي في تاريخ أسبانيا رغم أنها شهدت أحداثاً كروية ضخمة وجميلة من خلال نادييها الممتازين الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة. وبعد المباراة النهائية الأحد القادم بجنوب إفريقيا بين هولندا وأسبانيا سوف يُضم عضو جديد - هو الفائز منهما- إلى نادي القوى الكروية العظمى وهو النادي الذي يضم الدول التي فازت بكأس العالم وهي أرجواي وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وإنجلترا وفرنسا والأرجنتين. ومن هذه الدول من فازت به مرتين وأكثر وتتصدر القائمة البرازيل التي فازت به 5 مرات. إن توسع عضوية نادي القوى الكروية العظمى يحول بين انفراد دولة واحدة بالقمة الكروية، ويُعطى الآخرين الأمل بالانتماء إلى هذا النادي الباهر المبهر. ومن الملاحظ أن العضوية حتى الآن محتكرة بين قارتين هما أوروبا وأمريكا اللاتينية. وبعد أداء غانا في هذه المسابقة واقترابها الشديد من الوصول إلى دور الأربعة وبعد المستوى المتطور الذي حققته بعض دول القارة الإفريقية خاصة في شمالها وغربها، وبعد وصول بعض اللاعبين الأفارقة في الأندية الأوروبية إلى النجومية العالمية، فإن إفريقيا هي المرشحة أكثر من آسيا وأمريكا الشمالية وأستراليا إلى أن تحقِّق إنجازاً رفيعاً في المسابقات المقبلة. ثم نرجع إلى مباراة الأحد، ولا نتكلم عن المباراة تحديداً ولكن نتكلم عن الدولتين هولندا وأسبانيا وقد كانتا في الماضي دولتين استعماريتين.. فقد كانت إندونيسيا مثلاً زمناً ما مستعمرة هولندية وبيض جنوب إفريقيا من أصول هولندية وصالت أسبانيا وجالت في أمريكا اللاتينية إلى درجة أن لغتها هي الأكثر انتشاراً هناك وأسبانيا أصلاً دولة أوروبية لكنها استعربت زمناً ما ثم طردت العرب ومن يمُت لهم. ومشاعر العربي نحو أسبانيا متفاوتة فمن ناحية فإنه يشعر أن بعض تاريخها تاريخه هو ومن ناحية أخرى فإنه لا يستطيع أن يحبها فقد طردته هو وحضارته وثقافته ولغته وكل كأس عالم والبشرية بخير.