{ أزمة جديدة تشهدها ساحات وإدارات كرة القدم في السودان هذه الأيام، بسبب مطالبة عدد من الاتحادات المحلية في الولايات باستثناء الدكتور «كمال شداد» رئيس الاتحاد العام لكرة القدم وآخرين للترشُّح لدورة ثالثة في قيادة الاتحاد، رغم أن قانون هيئات الشباب والرياضة منع الترشُّح لدورة ثالثة في (المنصب الواحد بهيئة واحدة).. أي أنه لا يجوز للدكتور «شداد» الترشح لرئاسة الاتحاد مرة ثالثة، لكنه يستطيع الترشح لمنصب نائب الرئيس، أو السكرتير العام، أو نائب السكرتير.. وهو ما لا يمكن أن يفعله دكتور الكرة السودانية «كمال حامد شداد». { موقف مشابه تعرض له الوزير السابق لوزارات التربية والتعليم، والثقافة، والعدل، مولانا «عبد الباسط سبدرات»، عندما اختاره الدكتور «حسن الترابي» الأمين العام الأسبق «للمؤتمر الوطني» - قُبيْل المفاصلة - لوظيفة أمين أمانة الثقافة والفكر بالمؤتمر الوطني، فاعتذر «سبدرات»، وقيل أن (مولانا) قال ل (الشيخ) بطريقته المعروفة: (يا شيخنا ما ممكن بعد ما وصلت سنة رابعة ترجعوني سنة أولى..)!! { ولهذا فإن «شداد» لن يقبل بمنصب نائب الرئيس أو السكرتير العام، فيرجع إلى (سنة أولى) بعد أن وصل (سنة ثامنة)..!! { أما وزير الشباب والرياضة الجديد «حاج ماجد سوار» فقد رمته الأقدار في مواجهة (لوبيات) كرة القدم العتيدة والعتيقة، وقد رحل عدد من وزراء الشباب والرياضة السابقين ضحايا لها، رغم أنهم من الأقوياء وقادة (دبابات) انقلاب (الإنقاذ)، مثل اللواء (م) «إبراهيم نايل إيدام»، والعميد (م) «يوسف عبد الفتاح محمود»..!! و«حاج ماجد سوار» ليس بأقوى سلطةً وأشد نفوذاً من «إيدام» في أيامه، و(رامبو) في مجده الذهبي..! { والغريب أنني قد نبّهتُ قُبيْل إعلان الحكومة بأيام، وبعد أن تسرّبت أنباء عن ملامح التشكيلة، فكتبتُ في هذه المساحة، لو تذكرون، ما يلي: (حاج ماجد سوار وزيراً للشباب والرياضة.. ترشيح لا بأس به، إذا لم يكن الدكتور كمال شداد رئيساً للاتحاد العام لكرة القدم..... إلخ)، ولكن أهل السلطة صُنّاع القرار، لا يقرأون، وإن فعلوا، فإنهم يلقون بالصحف بعيداً مردِّدين: (كلام جرايد.. يا أخي الصحفيين ديل بكتبوا كلام عجيب)..!! { وقد صدقت توقعاتنا، وكذبت تقديرات صناع القرار.. وهي حرب أخرى، غير حرب دارفور، تتجدّد بين الاتحاد العام تناصره الاتحادات الولائية من جهة، ووزارة الشباب والرياضة، والمفوضية من جهة أخرى. { «حاج ماجد سوار» يسانده القانون، و«شداد» يسانده (أبو القوانين) «محمد الشيخ مدني»..!! { وفي السودان، فإن (أبو القوانين) أهم من القوانين.. وأكثر تأثيراً وتمدُّداً.. واتصالاً، من مجلس تشريعي الخرطوم إلى مجلس إدارة اتحاد كرة القدم.. إلى رئاسة الجمهورية..!! { والسيد (أبو القوانين) يحاول - جاهداً - أن يفسِّر القانون على طريقته، ولصالح الدكتور «شداد»، وبصورة مضحكة، ومخجلة في ذات الوقت..!! { ويمسك (الشيخ) محمد الشيخ مدني بعبارة في القانون تجوَّز الاستثناء في حالة أن المرشح لدورة ثالثة (يحقِّق) للسودان موقعاً دولياً.. { وكلمة (يحقِّق) تفيد - دون شك - الحاضر مع الاستمرارية.. عند تطبيق المادة من القانون.. أي في يوليو عام 2010م، وليس عام 2003م تاريخ إجازة قانون هيئات الشباب والرياضة.. { لكن (الشيخ) محمد الشيخ، يريد أن يلوي عنق المادة، حتى تنكسر (طق) لصالح رفيقه وصديقه «شداد»..!! { والوزير لا يملك حق الاستثناء، ولكنه يملك حق (التمديد)، وفي رأيي أن الخيار الأصلح في ظل هذه التوترات غير المفيدة أن يصدر السيد «حاج ماجد سوار» قراراً بتمديد دورة المجلس الحالي لاتحاد كرة القدم السودان ل (6) أشهر، تنعقد بعدها الجمعية العمومية، ويذهب حينها دكتور الكرة السودانية إلى التقاعد، فقد تقاعد تلاميذه في جامعة الخرطوم إلى سن المعاش..!! بعد (6) أشهر سيتقرر مصير السودان، كل السودان، بما فيه اتحاد (الكورة). { بالله عليكم.. ماذا فعل «شداد» لكرة القدم في السودان؟ ماذا فعل «محمد الشيخ مدني»؟ أين نحن من كرة «غانا»، واستادات جنوب افريقيا المبهرة المدهشة، ونحن نتباهى بمقصورة استاد المريخ المتواضعة المتهالكة.. ونتباهى بميادين اتحاد الناشئين (المُنجّلة) ونسميها استادات..!! { ما وجه المقارنة والشبه بين استاد «سوكر سيتي» الذي كان مسرحاً - نعم مسرحاً - لنهائي كأس العالم بين إسبانيا وهولندا، واستادات الخرطوم، والمريخ، والهلال، و«البركة» بالحاج يوسف..؟! { اتقوا الله.. وغادروا مقاعد الاتحاد العام.. غادروا إدارات المريخ.. والهلال.. والموردة.. وأهل مدني.. وحي العرب بورتسودان.. وأفسحوا المجال لآخرين - أيّ آخرين - فإنهم لن يكونوا أسوأ منكم.. فلن ينهزم المريخ بالثلاثة.. والهلال بالثلاثة.. والمنتخب القومي بالستة..!!