قال مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل إن المحكمة الجنائية الدولية لا تهم السودانيين، ووصفها ب «ناد أوروبي» مدعوم وممول من قبل الأوروبيين ومخصص لمحاكمة الأفارقة وليس غيرهم، مضيفاً أن المحكمة هى محكمة عنصرية تتعامل بازدواجية المعايير، لافتاً إلى أنها لو كانت بالفعل محكمة دولية لتحقيق العدالة الدولية لاهتمت بما يجرى فى غزة وأفغانستان وما يجرى فى العراق. وجدد عثمان تأكيد الحكومة على رفض التعامل مع هذه المحكمة، وكذلك ثمَّن مساندة الاتحاد الأفريقى الرافض أيضاً للتعامل مع قرار المحكمة بشأن السودان، وكذلك الجامعة العربية وحركة الانحياز وكل الدول التى تحرص على الأمن والاستقرار فى السودان. وشدد إسماعيل فى تصريحات صحفية بعد ظهر أمس (الاثنين) عقب لقائه بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، على أن بلاده متمسكة بمنبر الدوحة لإحلال السلام فى دارفور ولا تقبل بأي منابر جانبية أخرى، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر بين الجامعة والسودان فى ذلك الشأن، معرباً عن أمله فى انتهاء مسار الدوحة قريباً فى ضوء الإشارات الإيجابية التى حدثت فيه ومن بينها التطور الذى شهدته العلاقات السودانية- التشادية، وتفاوض عدد من الحركات الدارفورية مع الحكومة تحت رئاسة التجانى السيسى رئيس حركة التحرير والعدالة، وكذلك المؤشرات الإيجابية التى وردت من قبل عبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان. وأشار إسماعيل إلى أنه أكد للأمين العام أن الحكومة السودانية ممسكة بزمام الأمن فى دارفور، وأن التحركات التى تقوم بها حركة العدل والمساواة ما هى إلا تحركات محدودة وعبارة عن محاولة لإثبات وجودها، ولكن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة السودانية والقوات الأفريقية تسيطر تماماً على الأوضاع الأمنية فى دارفور. وفى تعليقه على تصريحات نائب الرئيس الأمريكى بايدن بشأن الاستفتاء المرتقب فى الجنوب والتشكيك فى أن يكون الاستفتاء لصالح الوحدة، أكد دعم الحكومة لأن تكون عملية الاستفتاء المرتقب فى الجنوب حول الوحدة حرة ونزيهة وعادلة، كما تحرص للغاية على أن يعطى المواطن الجنوبي الحرية فى التصويت بالطريقة التى يريدها. وأشار إلى أن مباحثاته مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تطرقت لمجمل الأوضاع فى السودان وفى المنطقة، وكذلك الاجتماعات المقبلة خاصة القمة العربية الاستثنائية التى سيطرح خلالها موضوع اتحاد الدول العربية كخطوة لعملية الإصلاح فى الجامعة العربية. ولفت إسماعيل إلى أنه فى إطار الوضع فى السودان تم التباحث حول المؤتمر الدولى للمانحين فى شرق السودان الذى من المقرر أن ينعقد بالكويت فى نهاية نوفمبر المقبل، باستضافة دولة الكويت، والدور الذى يمكن أن تلعبه الجامعة العربية فى هذا الإطار، كما تم التطرق إلى اتفاقية السلام الشامل فى السودان والدور الذى يمكن أن تقوم به الجامعة العربية فى جعل الوحدة جاذبة لأبناء جنوب السودان، بالإضافة إلى مشاركة الجامعة العربية فى الاجتماع التشاوري الأخير الذى عقد فى الخرطوم، وقضية إقليم دارفور.