كشفت جولة «الأهرام اليوم» بأسواق ولاية الخرطوم عن زيادات مجنونة في الأسعار طالت كافة أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلى 20 جنيهاً «الصفيحة 170 جنيهاً» وبلغ سعر الكيلو من لحوم الضأن 20 جنيهاً و18 - 16 للعجالي و16 للكبدة وعزا أصحاب الملاحم الارتفاع إلى زيادات معدلات التصدير وارتفاع أسعار الأعلاف منذ موسم الخريف الماضي، ولاحظت «الأهرام اليوم» تفاوتاً كبيراً في الأسعار بين البيع بالجملة ومحال البيع بالتجزئة بالنسبة لأسعار الفراخ حيث مازال يتمسك بعض التجار بسعر 12 جنيهاً للفراخ رغم تدخل ولاية الخرطوم وتحديد سعر 9.5 جنيهاً. وعزت الجمعية السودانية لحماية المستهلك ارتفاع الأسعار غير المبرر لجشع التجار وضعف الرقابة بالأسواق، وقال الأمين العام للجمعية ياسر ميرغني عبد الرحمن ل«الأهرام اليوم» إن ما يحدث بالأسواق يدحض اهتمام الدولة بسياسة التحرير الاقتصادي وطالب بوضع تسعيرة للسلع لوضع حد لما أسماه بالانفلات من قِبل تجار محمين يتحكمون بالأسواق. ونادى ميرغني المستهلكين بمقاطعة اللحوم الحمراء احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، وقال إن المقاطعة مجربة في عدد من الدولة ولو طُبِّقت بالسودان لمدة أسبوع ستؤدي إلى انخفاض الأسعار. وأضاف أن سعر الخروف في الولايات كردفان لم يتجاوز سعره 160 جنيهاً فقط فكيف يصل في الخرطوم إلى أكثر من 300 جنيهاً؟!. اعتبر الزيادة التي حدثت بسلعة الطماطم تهدف لحماية الدولة لأربع مزارع محمية بولاية الخرطوم تابعة لثلاثة تجار وناشد الجهات المسؤولة بفتح باب الاستيراد من إثيوبيا وسوريا وأوضح المواطن الزين مختار أن افتقاد الأسواق للرقابة ساعد في اباحتها للتجار الجشعين وطالب بوضع تسعيرة تستمر لسنوات لكبح جماح ارتفاع الأسعار المتواصل بالأسواق لتشمل الخبز والسكر والدقيق واللحوم والزيوت، وقال لنطرح السؤال الحرج هل فعلاً تخلّت الدولة عن الرقابة بآلياتها عن ما يخص «عيش المواطنين»؟. ويأتي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في وقت بلغ فيه حجم الثروة الحيوانية أكثر من 140 مليون رأس تتوزع في جميع أنحاء السودان. وكانت قد أعلنت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية أن البلاد وصلت حد الاكتفاء الذاتي في مجال اللحوم وقادرة على تصدير أنواع اللحوم كافة إلى معظم البلدان بعد السيطرة على الأمراض التي كانت تلحق بالصادر. وتستهدف الوزارة تصدير نحو 2.7 مليون رأس خلال العام الجاري ثم تصدير 625 ألف رأس منها. الجدير بالذكر أن آخر احصائية للثروة الحيوانية كانت عام 1976م. وحذّرمصدر بيطري من انتعاش الذبيح الكيري خارج المسالخ بعد الزيادات التي شهدتها أسعار اللحوم مشيراً أن مثل هذا الذبيح ينتشر في أطراف العاصمة ويتم تسويقه بالحارات الطرفية.