هذه القصة واقعية والهدف منها أخذ العظة والعبرة، فحقيقة هذة القصة من القصص التي لا تنسى بسهولة ولا تمحى من الذاكرة، وهي قصة بها عبرة وعظة لكل من ينتهك حرمات الناس ويريد أن يتلاعب ببناتهم. كان لا هم له إلا خداع الفتيات والتغرير بهن، فكان يخدعهن بكلامة المعسول ووعوده الكاذبة، فإذا نال مراده أخذ يبحث عن فتاة أخرى، وهكذا كان هذا الشاب لا يردعة دين ولا حياء، فكان مثل الوحش الضاري يهيم في الصحراء بحثاً عن فريسة يسكت بها جوعه. وفي إحدى جولاته سقطت في شباكه إحدى المخدوعات بأمثاله، أعطاها رقم هاتفه فاتصلت به وأخذ يسمعها من كلامة المعسول، مما جعلها تسبح في عالم الحب والود والعاطفة، واستطاع بمكره أن يشغل قلبها، فصارت مولعة به، فقرر بعد ان شعر أنها استوت وحان قطافها أن يبتلعها مثل ما فعل مع غيرها إلا أنها صدته وقالت: الذي بينك وبيني حب طاهر عفيف لا يتوج الا بالزواج الشرعي. فحاول أن يراوغها ويخدعها إلا أنها صدته.. وأحس أنه فشل هذه المرة وأراد ان ينتقم لكبريائة ويلقنها درساً لا تنساه أبداً. اتصل بها مرة أخرى وأخذ يبث لها أشواقه ويعبر لها عن حبه وهيامه، وأنه قرر وعزم على خطبتها لأنه لا يستطيع أن يفارقها فهي بالنسبة له كالهواء، إذا انقطع عنه مات. ولأنها ساذجة ومخدوعة بحبه صدقته وأخذت تبادله الأشواق، وصار يداوم على الاتصال بها حتى أجج أشواقها ووعدها بأنه سوف يتقدم لخطبتها، فقط هناك بعض الأشياء يجب أن يحدثها بها لأنها أشياء لا تقال عبر الهاتف فهي تخص حياتهما الزوجية القادمة؛ ويجب أن يلتقي بها، وبعد رفض منها وتمنع استطاع الخبيث أن يقنعها كي يلتقي بها فقبلت، ففرح الفاسق وحدد لها المكان والزمان. أسرع الخبيث الماكر إلى أصدقاء السوء أمثاله وقال لهم: غداً ستأتي فتاة إلى الشقة وتسأل عني وأريد منكم أن تكونوا هناك، فإذا جاءت فافعلوا بها ما يحلو لكم. وفي اليوم المحدد جلسوا داخل الشقة ينتظرون الفريسة وهم يلهثون مثل الكلاب المسعورة. اقتربت فتاة من المبنى، دخلت إلى العمارة ثم إلى الشقة التي وجدت على ما يبدو بابها مفتوحاً، فأخذت تنادي.. وفجأة هجموا عليها هجوم الوحوش الضارية، وأخذوا يتناوبون عليها حتى أشبعوا رغبتهم وأطفأوا نار شهوتهم المحمومة، ثم تركوها في حالة يرثى لها وخرجوا قاصدين سيارتهم، وإذا بالماكر الخبيث مقبل نحوهم، فلما رأوه تبسموا وقالوا: لقد انتهت المهمة كما أردت. فرح بانتهائهم من المهمة بنجاح واصطحبهم إلى داخل الشقة من جديد ليمتع ناظريه بمنظر هذة المسكينة ويشفي غليله، فهي التى صدته واستعصت عليه، فلما وقعت عينه عليها كادت روحه تزهق وأخذ يصرخ بأعلى صوتة على أصدقائه: يا أشقياء ماذا فعلتم.. تباً لكم من سفلة.. إنها أختي.. أختي الويل لي ولكم إنها أختي.. أختي.. يا ويلي..!! ولكن ما الذي حدث..؟ لقد شاء الله عزّ وجل أن ينتقم من الشاب الفاسق في أقرب الناس إليه وبنفس الطريقة التي خطط لها، فالفتاة التي واعدها هذا الخبيث حدث لها ظرف جعلها تمتنع عن الحضور، وكانت أخت هذا الفاسق تبحث عن أخيها لأمر ما، وهي تعلم أنه يقضي أغلب وقته في الشقة الخاصة به، فذهبت إليه في نفس الموعد الذي حدده مع الفتاة، وهكذا وقع هذا الفاسق في الحفرة التي حفرها للفتاة واصطاده نفس الفخ الذي نصبة لها. ولا بد لكل مجرم من نهاية مهما طال الزمن، فلا بد أن يقع وأن يشرب من نفس الكأس، وكما تدين تدان.