بعد انتهاء انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم وفوز معتصم جعفر بالرئاسة سيطرت موجة من التفاؤل على معظم الرياضيين بالسودان وعشاق الكرة بصورة خاصة وصار الجميع يترقب الخطوات المنتظرة من الاتحاد الجديد تجاه التطوير. ومما لا شك فيه أن تلك الآمال العريضة ستواجه بحقيقة الواقع المرير والمتمثل في غياب الدعم من جانب الدولة والتي لا تعترف بالرياضة وكرة القدم وتتعامل معهما على إنهما لهو. وفي المساحة التالية نضع تلك الحقيقة أمام أهل الشأن الذين ينتمون للوسط الكروي وبالتالي هم على دراية تامة بكل خباياه. خضر طه: دعم الدولة مطلوب في البدء تحدث الإداري خضر طه أحد الكفاءات السودانية التي عملت في دولة الأمارات المتحدة وشغل منصب المدير التنفيذي لنادي بن ياس الأماراتي وتناول ما ينتظر الاتحاد العام الجديد فقال : أولاً على قادة الاتحاد الجديد محاولة الالتقاء مع المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة لسد الثغرات الموجودة في القانون لإيجاد التواصل بين الوزارة والاتحاد بحيث لا يتعارض مع النظام الأساسي للاتحاد كما يجب أن توفر ميزانية خاصة وثابتة للرياضة كما يحدث في كافة دول العالم لأن الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص أصبحت صناعة، واضاف «انظروا الى دولة الأمارات وكيف تطورت كروياً وأصبحت الشركات ترعى الأندية، ولماذا لا يحدث ذلك في السودان؟»، وطالب خضر طه بضرورة عودة الأشبال والمراحل السنية في كل الأندية وان يكون ذلك بإشراف الاتحادات الولائية على أن يتولى الاتحاد العام الإشراف على الدرجة الممتازة، كما يجب إنشاء درجة وسيطة بين الدوري الممتاز وأندية الاتحادات الولائية التي لا تشارك في الممتاز مثل الدوري التأهيلي وتطويره بصورة أفضل من الوضع الحالي وتقنين نظام المحترفين بالأندية والحد من ظاهرة التجنيس لإعطاء فرصة للمواهب الوطنية ويكون هناك استجلاب للمحترفين بالنسبة لجميع الأندية بجانب الاهتمام بالبنية التحتية واكمال المدينة الرياضية وتشييد المزيد من الملاعب والاهتمام بالمنتخبات الوطنية ودعمها ورعايتها وعمل تأهيل كامل للمدربين والحكام حتى تتطور الكرة السودانية وهي تحديات تواجه الاتحاد الجديد. ٭ النقر: الاتحاد مطالب بالاهتمام بأندية الممتاز الخبير الفاتح النقر المدير الفني لفريق الخرطوم تحدث خلال هذا التحقيق حول ما ينتظر الاتحاد الجديد والمعاناة التي تواجه اندية الدرجة الممتازة وكيفية تكوين فرق للأشبال والشباب بالأندية وهل تستطيع الأندية تحمل تلك التكاليف؟ فقال: اعتقد أن المسألة ليست في فوز فلان أو سقوط قائمة علان لأن هذا الأمر عادي لكن القضية تكمن في غياب البرنامج المطروح فأين الكرة السودانية الآن في خارطة العالم؟ وما هي أسباب تدني مستوانا الكروي؟ والقضية ليست في فوز أحد إنما في أزمة الكرة التي استفحلت لعدم وجود البرنامج الواضح ونحن نعاني من عدم وجود تخطيط واضح ولا يعقل أن يكون هناك (65) إتحاداً رياضياً في السودان وهل يعقل أن تدير الاتحادات الهامشية الكرة السودانية ووضعها الكروي ضعيف؟ فإذا كانت حريصة على التطوير عليها أن تبدأ في اتحاداتها أولاً، كما لا يعقل والحديث للنقر أن يكون هناك حوالى (2000) ناد في السودان، من أين سنجد لهم الدعم؟ وماذا لو قلصنا تلك الأندية الى (200) نادٍ حتى تجد الدعم والاهتمام من الحكومة التي تدعم وتخطط؟ وعلى الاتحاد العام التنفيذ والاهتمام بالمراحل السنية والناشئين وبغير ذلك لن تتطور الكرة لأن الناشئين هم النواة الحقيقية وهم اساس كرة القدم وأهم من الدوري الممتاز والآن انعدمت المواهب في الملاعب كما انعدم التخطيط ونريد أن يكون البرنامج على المدى الطويل وليس في شكل معالجات وقتية وأن يكون هناك مدربون مؤهلون لصقل المواهب. وحول الدوري الممتاز قال النقر: هذا الدوري منذ أن بدأ لم يتطور لأسباب ابرزها احتكار فريقين للفوز بالبطولة وعدم إفراز مواهب حقيقية كما أن بقية الأندية ظلت تعاني من منصرفات الترحيل من مدينة لأخرى والصرف على اللاعبين ومنصرفات التمارين والمعسكرات ويجب أن تكون هناك شركات راعية للأندية وتوفير المعدات الرياضية وتقليص عدد الأندية وان يتحرك الاتحاد ويقنع الدولة بإيجاد بند ثابت في الميزانية لدعم الأندية والمنتخبات الوطنية والاهتمام بالمراحل السنية والأشبال في الأندية فهي لا تكلف شيئاً ولا تشكل عبئاً طالما أنها تغذي الأندية بالمواهب. هارون : الاتحاد مطالب بإحداث التغيير خالد هارون رئيس النادي الأهلي العاصمي كان هو المتحدث الثالث في هذا التحقيق عن الاتحاد الجديد فقال: الاتحاد العام الجديد هو الذي خاض الانتخابات وحقق الفوز لكن تنتظره مهام كبيرة وملفات متعددة في المرحلة المقبلة وأبرزها تلمس معاناة الأندية خاصة أندية الدرجة الممتازة والعمل على تطوير المنافسة والتي مضى عليها (15) عاماً دون أن تتغير أو تقيم لأجل التطوير والنظر بعين الاعتبار للمشاكل التي تواجه الأندية لأن كرة القدم أصبحت صناعة ومؤسسات وعلى قادة الاتحاد الجديد التحرك اليوم قبل الغد لإحداث التغيير المنشود ومخاطبة وزارتي المالية والشباب والرياضة لأجل توفير ميزانية ثابتة للمنتخبات وبالأفكار والمال يمكن أن تتطور الكرة السودانية وتحدث النقلة المطلوبة. وأقول ان نجاح الاتحاد الجديد مرهون بتوفير كل ما ذكرته وما يحتاجه أهل الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص وكل ذلك العمل يحتاج لتوافر الإرادة في المقام الأول.