في تصعيد جديد بين الخرطوموالقاهرة لقي مواطن سوداني حتفه إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل الجيش المصري. القوات المصرية نشرت تعزيزات عسكرية داخل المثلث المحتل، بجانب منع التحرك بالسيارات داخل المنطقة. وكان رئيس الوزراء المصري قد وجه بنقل شعائر صلاة الجمعة الماضية على قنوات مصرية من شلاتين لتأكيد وجودها ضمن الخارطة المصرية. وفي الأثناء تشهد علاقات السودان تطوراً ملحوظاً على المستوى الإقليمي والأفريقي والدولي، وقد أشعل انفتاح عدد من الدول على الاستثمار في السودان، واستبدال السلع المصرية بالوطنية، أشعل نار الغَيرة في قلب القاهرة، الأمر الذي جعلها تتمادى في التضييق على السودانيين واتباع أساليب ضغط كانت محل رفض و استنكار الجميع. طرد المرضى رشحت معلومات في الأسافير،عن طرد المرضى السودانيين من المستشفيات العامة والخاصة بالقاهرة، بيد أن سفير السودان بمصر عبد المحمود عبد الحليم نفى ما تداولته تلك الوسائط وقال إن حديث الطرد عار من الصحة. وأشار إلى أنه قام بزيارة لعدد من المستشفيات إبان انطلاق الشائعة حتى يتسنى له التأكد من الأمر بنفسه. صراع مصالح القيادي بالاتحادي الأصل الطيب العباسي اتهم حكومة البلدين بالمتاجرة بقضايا الشعبين، وقال : مايحدث منهما لا علاقة له بالدبلوماسية الشعبية، فهم يستغلونها لإرضاء أنظمة أخرى من أجل كسب مادي رخيص إذ يعمل السودان على لفت نظر دول الجوار كما يريد النظام المصري استعطاف الدول الغربية ونيل رضاها بإثارته لقضايا تثبت أن السودان يفرخ إرهاباً إسلامياً، في وقت تختلف فيه العلاقة بين الشعبين، فهي أزلية منذ القدم ولا تؤثر بها علائق الحكومات المتعاقبة، ولن تفصل كيمياء الشعبين التي انصهرت بينهما. ووصف العباسي التصعيد بالسيء وليس له معنى ، فالحدود لن توقف الشعبين وقال: لا يستطيع أحد إنكار فضائل السودان على مصر ووقوفه معها في حرب أكتوبر، ومؤتمر اللاءات الثلاث، بجانب قضايا المياه ومساهمته بشكل كبير في ما وصلت إليه القاهرة. في ذات الوقت هناك أفضال من القاهرة على الخرطوم خاصة وأن الكثير من أبناء الوطن درسوا بمصر وكثيراً من المواقف المشرفة لها، وردد العباسي : مايحدث عمل إعلامي تقوده الحكومتان والدليل على ذلك الرؤساء المتعاقبين على الدولتين وعلاقتهم ببعض، وجزم بعدم رضا الشعبين الدخول في حرب تكلفهما ماهو متبادل منذ قديم الزمان، وطالب الطرفين بالارتقاء لمستوى القيم التاريخية خيارات متعددة يرى سفير السودان الأسبق بتركيا الطريفي كرمنو أن الوضع بين البلدين يختلف، فالاستعراض العسكري بحلايب ونقل صلاة الجمعة بجانب إثارة العقوبات الأمريكية والتنديد باستمرارها يمثل موقف قوة لها، خاصة من الناحية العسكرية، ولكنها ضعيفة من ناحية المياه، إذ يملك السودان الكثير من الخيارات التي تمثل قوة له، سيما وأن السد العالي يقع داخل البلاد، فاطفاء الكهرباء أو ضرب السد لاتوقفه قوة او سلاح، ولكنه خيار صعب قد يجر لحرب في حلايب أو بورتسودان. ووصف كرمنو التصعيد بغير المبرر، وأضاف أن المناورات الأخيرة بالسودان تمثل إظهار قوة، وأن السودان يمكن أن يلحق ضرراً كبيراً بمصر باعتبار أن الأخيرة خياراتها ضيقة لأن البحر الأبيض المتوسط يحدها شمالاً. واختتم حديث قائلا : السودان يمكن أن يتخذ موقفاً قوياً فهو ليس بالضعيف كما يظن البعض. غَيرة المدير العام لمركز العلاقات الدولية د.عادل حسن أرجع توتر العلاقة بين الدولتين لعدة عوامل تتمثل في تطور السودان على كل الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع دول الخليج خاصة السعودية، بينما ترى مصر أن الخرطوم اتخذت الحياد في قضية سد النهضة، بجانب مستوى الأداء الدبلوماسي الذي حققه السودان على الصعيد القاري والعربي، في وقت تعاني فيه القاهرة من ارتباك دبلوماسي سيما بعد المقاطعة لكثير من السلع وتوجه الدول نحو السودان من عدة نواحي بينها الزراعية، مما جعلها غير مستوعبة رغم طرحها في جامعة الدول العربية بأن يمثل السودان الأمن الغذائي العربي، وأحدث ذلك غَيرة. وقال حسن إن تورطها في قضية الجنوب جعلها في عزلة عن الساحة الأفريقية، وإحساسها بأن السودان منافس إستراتيجي على مستوى المنطقة عقب رفع العقوبات، وزيارة الرئيس المصري للولايات المتحدة ومطالبته بالدعم لمحاربة الدول الداعمة للإرهاب في إشارة الى السودان. وأضاف حسن ليس من مصلحتنا فتح جبهة والانقياد وراء معارك ستكلفنا الكثير، فالسودان ماض في مشروعة بإحداث استقرار اقتصادي وسياسي بجانب تطور علاقاته الإقليمية والأفريقية والدولية وإصراره على موقف التحكيم يجنبه الكثير، ودعا المجتمع الأفريقي والدولي للقيام بدورهم في تلك القضية، وتوقع أن تخسر القاهرة الكثير إذا استمرت على ذات النهج.