في الوقت الذي لم تفق فيه الحركة الشعبية من الربكة التي خلفتها إستقالة نائب الرئيس عبدالعزيز الحلو من الحركة في مارس الماضي، تفجرت الخلافات من جديد بين قيادات الحركة، أدت إلى استقالة رئيس الحركة مالك عقار، والأمين العام ياسر عرمان، الاستقالة هذه المرة جاءت عبر (رسالة سرية) أرسلها رئيس الحركة عقار وجهها الى قيادات الحركة والجيش الشعبي والإدارات المدنية في المنطقتين واللجان المتخصصة ورؤساء المكاتب الخارجية، قال فيها قد قررت كرئيس للحركة ومعي الأمين العام الحالي أن لا نترشح مطلقاً في أي مؤتمر قادم للحركة الشعبية لأي موقع تنفيذي، وندعم الجيل الجديد من القيادات، وأن ندعم وحدة الحركة الشعبية، والأهم هو استمرار الحركة الشعبية وإنتصاراتها ونجاحها، فكم من القادة من قبلنا مضوا وعلى رأسهم الدكتور الشهيد جون قرنق والقائد يوسف كوة مكي اتهامات أثارت استقالة عرمان وعقار، جدلاً واسعاً في السودان وخارجه، إذ وضعت مصير ومستقبل الحركة على المحك، فضلاً عن مصير التفاوض مع الحكومة السودانية، وأظهرت استقالة أبرز قيادات الحركة تبايناً كبيراً في الرؤى بينهم وبين نائب رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، فضلاً عن جملة اتهامات صوبها عقار نحو الرجل بالتورط في الصراع الأخير بين مقاتلي الجيش الشعبي في النيل الأزرق، وتحريض القبائل على تبني حق تقرير المصير، بجانب انتقاد الرجلين لتبني الحلو خط القوميين الذين يطالبون بحق تقرير المصير لجبال النوبة، وقال عقار إن الخط الذي طرحه الحلو يحمل تراجعاً واضحاً عن مشروع السودان الجديد . خلافات حادة وكان الحلو قد تقدم باستقالة من الحركة في مارس الماضي، وتمسك بإبعاد ياسر عرمان الأمين العام، عن رئاسة ملف التفاوض حول قضايا المنطقتين، وإتهم الحلو الرجلين عرمان وعقار بتجاهله واتخاذ قرارات مصيرية وخطيرة تتصل بمستقبل الحركة ومنطقة جبال النوبة، ودلل بتنازل الرجلين أثناء جولات التفاوض مع الحكومة عن مباديء ومواقف أبناء الجبال في تقرير مصيرهم، فضلاً عن عدم اهتمامهم بالاحتفاظ بالجيش الشعبي في حال الوصول إلى اتفاق السلام لمدة عشرين عاماً، باعتباره آلية ضغط لضمان تنفيذ الحكومة السودانية للاتفاق، بالنظر لممارساتها في عدم الوفاء بالعهود والاتفاقات التي توقعها، وكشف الحلو في استقالته عن خلافات حادة بين الضباط التنفيذيين الثلاثة في المجلس القيادي القومي للحركة الشعبية، وهم رئيسها ونائبه وأمينها العام، تجاوزت المسائل الثانوية إلى المباديء . رفض الإستقالة ووفقاً لمراقبين فإن استقالة عرمان وعقار، والتي أكدت مصادر مختلفة رفضها من قبل أجسام في «الحركة الشعبية»، ستقود لتحولات كبيرة داخل الحركة وقيادتها، وأطلق بعضهم تكهنات بانقسام الحركة في حال لم تتم معالجة حزمة المسببات، والتي خطها عقار وعرمان، وبررا بها استقالتهم عبر الرسالة السرية، واعتبر مراقبون أن الرجلين سبب مباشر في ما حل بالحركة، وعليهم الاعتراف بذلك، والعمل على تصحيح الأخطاء بدلاً من الاستقالة والتهرب من المسؤولية. في المقابل رأى آخرون أن الحركة اجتازت من قبل تحديات أكبر وخرجت منها متماسكة، كما رأوا أن الحلو في الأساس شخصية خلافية داخل القطاع، ما يحجم من تأثيره في إحداث أي تغيير في الحركة بعد ذهاب أبرز قيادات الحركة، رغم أن الرئيس والأمين العام دعيا في الرسالة عبد العزيز لإختيار قيادة جديدة مؤقتة وتكليف جيل جديد لقيادة الحركة يشرف على عقد المؤتمر العام . غير حقيقي الفريق محمد أحمد إبراهيم عرديب رئيس الحركة الشعبية جناح السلام، بوصفه أحد قيادات الحركة الشعبية السابقين في قطاع الشمال، قبل أن يتحول منها موقعاً على اتفاق سلام مع الحكومة، قال إن الحديث عن استقالة عقار وعرمان غير حقيقي، لكن عاد وقال ل(آخرلحظة) سوف أتأكد من الميدان، وإذا كان حقيقة فنحن لنا رأي وفهم آخر، فيما وصف أحد قيادات الحركة الشعبية محمد يوسف مصطفى الاستقالة بالكلام الفارغ وغير الصحيح.