قلل الرئيس عمر البشير، يوم السبت، من دعوة المعارضة للشعب لمقاطعة الانتخابات التي حملت شعار (ارحل)، وقال إنها فقدت القدرة على التنافس عبر صناديق الاقتراع و"لو كان لديهم القدرة على المقاطعة فلينخرطوا فيها". وأكد الرئيس البشير، في كلمة له أمام فاتحة أعمال المؤتمر العام الثالث لحزب الأمة الفيدرالي بالخرطوم، عدم التعيين للبرلمان. وقال إن "من يريد ان يحكم البلاد يجب أن يحتكم إلى صوت الشعب وانتخاباتنا ستكون حرة ونزيهة تديرها مفوضية الانتخابات بوصفها جهة مستقلة اتفقت عليها كافة القوى السياسية. وأوضح البشير أن العملية ستقوم على أكتاف الشعب ومن حر ماله. وأعلن انطلاق المرحلة الرئيسية للحوار الوطني خلال أيام بعد اكتمال ترتيباته كافة، كاشفاً عن تقديم الدعوة لمنظمات ومؤسسات دولية مراقبين لحضور فاتحة أعمال الحوار والاطلاع على بيانه وتوصياته الختامية. وقال الرئيس البشير إن الحوار الذي دعت له رئاسة الجمهورية في يناير الماضي هو حوار سوداني سوداني خالص، لا وصاية إقليمية أو دولية عليه، وتابع "ليس هناك من أعرف وأدرى بطبائع وعادات السودانيين أكثر منهم". وجدَّد الدعوة للقوى السياسية الرافضة للحوار كافة بضرورة الانخراط في مسيرته، مؤكداً اكتمال الترتيبات كافة لانطلاق المرحلة الرئيسة للحوار السياسي بعد أيام. وأشار إلى أن كل محاولات القوى الخارجية لتفكيك وتمزيق السودان باءت بالفشل، معلناً أن السودان سيظل محفوظاً بقدرة الله تعالى وبفضل أهله الطيبين من حفظة القرآن والذكر. وأثنى البشير على حزب الأمة الفيدرالي وجهوده لبسط الشورى والعمل على إرساء دعائم الديمقراطية والممارسة السلمية للسلطة. وأضاف أن الكثيرين في الداخل والخارج عدوا الدعوة للحوار الوطني، سانحة لتنفيذ بعض ما عجزوا عنه عبر الحرب في الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وأنه فرصة أيضاً لتحقيق ما أخفق فيه الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والمحكمة الجنائية. وأضاف الرئيس البشير "لا يوجد من هو أوعى منا وأحرص على حل قضايا السودان"، منوهاً إلى أن اليمن بدأت خطوات جادة لمعالجة أزمتها بالحوار، لكنها وصلت إلى ما عليه الآن بسبب تدخل الوسطاء الدوليين. وسخر من جهات - لم يسمها - قال إنها رأت في الدعوة للحوار دلالة على ضعف الحكومة واستسلامها. وأضاف "الجماعة صلحوا جلاليبهم وبدلهم، وبدأوا في الكلام عن حكومة قومية وحكومة انتقالية". وجدَّد البشير تأكيده القاطع لرفض تشكيل أي حكومة انتقالية أو قومية، وأشار إلى أن الحكومة القادمة ستكون وفقاً للبرامج، واستناداً على خوض الانتخابات. من جانبه قال رئيس حزب الأمة الفدرالي أحمد بابكر نهار، أنهم يعملون على تحقيق وفاق وطني شامل تلتزم به القوى السياسية بالإضافة إلى محاربة الفساد ووضع دستور دائم، معلناً قرار المكتب القيادي لحزبه بدعم البشير مرشحا لرئاسة الجمهورية.