أثار رحيل المناضلة القيادية بالحزب الشيوعي السوداني فاطمة أحمد إبراهيم جدلاً كثيفاً في عدة محاور: أولها تشييع الجثمان الذي من المتوقع أن يصل صباح اليوم إلى مطار الخرطوم قادماً من لندن، حيث وجه رئيس الجمهورية بأن يكون تشييعها رسمياً، وأن يلف جثمانها بعلم السودان، الأمر الذي رفضته قيادات الحزب، وأكدوا أنهم سيتولون أمر تشييعها، ولم يسدل الستار على هذا الجدل وبرز إلى السطح جدالاً آخر أثاره بعض الإسلاميون المتشددين حول إسلامها، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس مقطع فيديو للشيخ الإسلامي المتشدد مزمل فقيري يجزم من خلاله بأنها (كافرة) وأكد امتلاكه للمستندات التي تثبت إدعاءه، وقال إن الانتماء للحزب الشيوعي يكفر صاحبه، ولو صلى ألف ركعة، وليست هي المرة الأولى التي يقدم فيها الداعية مزمل بتكفير بعض الشخصيات التي تخالفه الرأي، على رأسهم الشيخ الراحل حسن الترابي الذي وصفه بالهالك على خلفية بعض الفتاوى التي تنسب للشيخ . . غير ملحدين هيئة علماء السودان أحالت أمر الفتوى في قضية تكفير بعض الشخصيات إلى مجمع الفقه الإسلامي حسب تأكيدات رئيس الهيئة بروفيسور محمد عثمان صالح، الذي أحالنا للمجمع ووصف عضو المجمع والقيادي بالحركة الاسلامية د. جلال الدين المراد وصف إدعاءات الشيخ مزمل بالانهزام الحضاري، وبدا د.جلال مرناً في حكمه على الشيوعية، على الرغم من اختلافه مع فكرهم، وقال ل(آخر لحظة) الشيوعي السوداني غير ملحد، ورضع الدين من ثدي أمه، وأعاب على أنفسهم كاسلاميين بأنهم كانوا بعيدين عن الشيوعيين، ولم يجلسوا معهم ليناقشوهم في فكرهم وتبصيرهم بالأمور التي وصفه بالخطأ من جانبهم، وعاد وأكد أنهم ليسوا كفاراً مستدلاً بان السكرتير العام للحزب الشيوعي اقتطع جزءًا، من منزله وشيده كزاوية يصلي فيها أوقاته، وأفصح عن أنه اقترح على الشيوعيين أن يغيروا اسم حزبهم من الشيوعي باعتبار أن الشيوعية ارتبطت بالإلحاد، وقال لو كان الاسم اشتراكياً لوجدوا كثيراً من التأييد، وأضاف: وكان يمكن أن ندخل معهم، مشيراً إلى أنه وجد هجوماً عنيفاً على هذه الخطوة، ومضى جلال بالقول لانستطيع أن نقول إن فاطمة أحمد إبراهيم كافرة، إلا إذا شهدت على نفسها بذلك، وأضاف: وأصبحت الآن أمام ربها، وتساءل لماذا نستعجل تكفير الناس؟ وقال لايمكن للدعاة أن يتحولوا لقضاة يحكمون على الناس، مبينا أن للمسلم شخصيتان ظاهرة وباطنة، معتبراً أن الخطوة تقود للابتعاد عن الدين وتنفر منه . دعوة جريئة القيادي الإسلامي المراد، ذهب إلى اكثر من ذلك، واقترح أن يكون وزير المالية من الحزب الشيوعي أو من الصوفية باعتبار أنهم زاهدين في المال العام، ولكنه شدد على أن يكون شيوعي أو صوفي (جد جد ) حسب قوله، وقال الفساد المالي الذي حدث في الإنقاذ لم يحدث في أي عهد من قبل .مقرر جبهة الدستور الإسلامي د. أحمد مالك، يرى أن الخوض في مثل هذه القضايا غير مفيد، وأمسك عن الحديث حولها، مشيراً لاختلاف وجهات النظر حولها، خاصة فيما يتعلق بالفكر الشيوعي ونظرة الناس له، لافتاً إلى أن نفس الجدل حدث عند وفاة سكرتير الحزب الشيوعي السابق محمد إبراهيم نقد، وقال إن الله سبحانه وتعالى وحده عالم ببواطن الأمور ولكن الناس تتحدث بالظاهر.وبالمقابل قطع خطيب المسجد الكبير سابقاً د. كمال رزق بعدم جواز تكفير مؤمن لمؤمن آخر دون دليل، وأكد أن الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم كانت تقرأ القران وتصلي حسب علمه بها، ولا يجوز لأي إنسان أن يكفرها، وزاد نعم كانت شيوعية في الماضي، ولكن لا أعلم في لحظاتها الأخيرة أنها كانت مصرة على الأفكار الهدامة أم لا..